أردنيون يعودون إلى زينة رمضان بعد توقف العدوان على غزة

منذ ٢٣ ساعات ٢٣

يحلّ شهر رمضان على الأردنيين في ظل ظروف أفضل من العام الماضي، بعد أن توقف العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة، واستقبل الأردنيون رمضان عبر تخصيص مبالغ مالية لشراء الزينة والمواد الغذائية، ما ينعكس نسبياً على حركة الأسواق مقارنة بالعامَين الماضيين اللذين شهدا عزوفاً عن شراء الزينة بسبب جرائم الإبادة في غزة، التي جعلت النفوس حزينة.

وتلعب الأوضاع المعيشية للأردنيين دوراً مؤثراً على عادات كانوا يمارسونها خلال رمضان، فمع ارتفاع أسعار السلع الأساسية باتت فئات من المواطنين مجبرة على تقليص كميات الطعام، وتقليل الزيارات والدعوات، أما الزينة فأصبحت في حدها الأدنى.

تقول دينا سلامة، وهي موظفة ثلاثينية، لـ"العربي الجديد": "تعود هذا العام الأجواء الرمضانية كما في السابق، إذ غابت الزينة عن بيوتنا في العامين الماضيين بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة، والآن نزين بيوتنا من جديد، وقد اشترينا زينة رمضان من أهلّة وفوانيس وحبال الإضاءة".

تتابع: "يعود رمضان بجميع طقوسه الروحانية الجميلة التي تزرع الفرحة في قلوب الأطفال، ونتمنى أن يجلب الخير للأهل في فلسطين وجميع المسلمين في الوطن العربي والعالم. ويأتي رمضان هذا العام خلال فصل الشتاء والأجواء الباردة، وذلك قد يعيق الحركة قليلاً، ويُقلل برامج الزيارات المخصصة للأصدقاء والإفطار خارج البيت، وكما جميع الأردنيين ترتبط أجواء رمضان بطقوس خاصّة تتعلق بموائد الإفطار من خلال صلة الأرحام، إذ تبقى هذه السُّنة النبوية والعادة بلا تغيير مهما كانت الظروف بالنسبة إلى أهلي وأهل زوجي. أحاول دائماً خلال شهر رمضان الحفاظ على الأجواء الروحانية التي تشعر أطفالي بقيمة هذا الشهر، وتؤثر على سلوكهم من خلال التركيز على الحكمة من الصيام".

وتقول فاطمة المناصير لـ"العربي الجديد": "استقبلنا شهر رمضان باستعدادات مبكرة عبر شراء مواد تموينية، خصوصاً التمور وقمر الدين والجوز، كما اشترينا زينة وإضاءة تبرز أجواء الفرح بقدوم الشهر لدى الأطفال. ندعو أن تتحسّن الأحوال في فلسطين، خصوصاً في غزة، فالبعض بلا مأوى، ولا يحصلون على طعام كافٍ، لكن الأهم أن العدوان الإسرائيلي توقف. وتشهد الأسواق ارتفاعاً في الأسعار، خصوصاً اللحوم والدجاج، ما يجعلنا أكثر شعوراً بالفقراء في مثل هذه الأحوال، فهناك من يتأثر كثيراً بسبب متطلبات رمضان، وعلى الحكومة تخفيض الأسعار".

وتتوقع المناصير أن تكون ولائم شهر الصيام محدودة مقارنة بالعقود الماضية بسبب التكاليف الباهظة، لكن الواجب تجاه الأرحام والأقارب يكون مخططاً له ومحدداً في مونة الشهر، وهذا لا يتغيّر مهما كانت الظروف، وتتمنى أن يجلب الشهر الفضيل الخير للجميع.

من جهته، يقول أحمد العبادي لـ"العربي الجديد": "صحيح أن شهر رمضان شهر روحانيات وعبادة، لكن تقاليده ترتبط بوجبات الإفطار والسحور، ورغم أن معظم الناس يواجهون أوضاعاً مادية صعبة، إلّا أنّه لا يمكن تجاوز أشياء كثيرة خلال شهر رمضان، فدعوات الإفطار تحافظ على الود بين الناس، ويمكن مثلاً الاستغناء عن اللحوم والاكتفاء بالدجاج الأقل كلفة، ومن لا يملك المال يستطيع تقديم هدايا أو مبلغ مالي بسيط بدلاً من إقامة إفطار رمضاني للأرحام كالأخوات والعمات".

ويوضح: "بسبب الثقافة الاستهلاكية التي ترسخت لدينا، أصبح شهر رمضان يحتاج إلى موازنة كبيرة لتلبية الاحتياجات، إذ ترتفع أسعار السلع الغذائية في هذا الشهر، كما يجب توفير مصاريف عيد الفطر، وأنا مثلاً موظف لا يتجاوز راتبي 420 ديناراً (600 دولار)، وأنفق أكثر من ثلثه لتسديد إيجار المنزل والفواتير وتكاليف المواصلات وبعدها الاحتياجات المنزلية مثل الغذاء الذي يجب أن يتناسب مع مستوى دخلنا، وتزيد تكاليف الواجبات الاجتماعية خلال رمضان الضغط النفسي علي".

ويتمنى أن يتغيّر أسلوب تفكير كثير من الأردنيين، ويصبحوا أكثر تقديراً للأوضاع المادية للآخرين، خصوصاً من يعانون من البطالة أو من تدني قيمة رواتبهم، حتى إن بعض العمال والمهنيين يعانون خلال فصل الشتاء الذي يتزامن هذا العام مع شهر رمضان".

أما علي حسن فيقول لـ"العربي الجديد": "نتمنى أن يكون رمضان الحالي أفضل من السنوات السابقة خصوصاً مع توقف العدوان الإسرائيلي على غزة، رغم أننا قلقون من احتمال انتكاس الوضع مجدداً ليس في غزة وحدها بل في الضفة الغربية أيضاً". 

ويقول زيد عيسى، وهو صاحب محل لبيع الأدوات المنزلية، لـ"العربي الجديد": "لم تختلف أسعار الزينة الرمضانية في الأسواق المحلية كثيراً عن العام السابق، وتتراوح بين دينار واحد (1.5 دولار) و15 ديناراً (20 دولاراً)، وبينها الفوانيس بأحجام مختلفة وحبال متعددة وأضواء متنوعة، إضافة إلى أشجار مزينة بإنارة وغيرها، والطلب على زينة رمضان تضاعف هذا العام بعد وقف العدوان على غزة، ورغم أنّ الأوضاع المادية للمواطنين لم تتحسن وبقيت على حالها، إلّا أن مزاجهم أفضل". ويوضح أن "الطلب في رمضان لا يقتصر على أدوات الزينة فحسب، بل يشمل الأدوات المنزلية وأواني الطعام التي تستخدم في إعداد مشروبات وحلويات رمضان وموائد الإفطار".

قراءة المقال بالكامل