"أوبن إيه آي" تتهم "ديبسيك" بسرقة بياناتها

زعمت شركة الذكاء الاصطناعي أوبن إيه آي أنها "تمتلك أدلة" على أن منافستها الصينية "ديبسيك" قد استخدمت نموذج الذكاء الاصطناعي للشركة الأميركية لتدريب روبوت الدردشة المنافس لها، وفقاً لشبكة بلومبيرغ. وجاء الاتهام بينما يُحدث "ديبسيك" رجّة عالمية في أسواق الذكاء الاصطناعي، بعد طرح الشركة الصينية لنموذج ذكاء اصطناعي أرخص بنحو 20 إلى 50 مرة من نموذج "أو1" لشركة أوبن إيه آي، التي وصف رئيسها التنفيذي، سام ألتمان، الروبوت الصيني بأنه "مذهل".

"أوبن إيه آي" ليست سعيدة

بينما يحاول المستثمرون فهم ما يحصل أورد تقرير بلومبيرغ أن "أوبن إيه آي" وداعمتها الرئيسية "مايكروسوفت"، قد "حقّقت" في ما إذا كانت "ديبسيك" قد حصلت على بيانات بطريقة غير مصرح بها، بعد ملاحظة تصدير بعض الأفراد كميات كبيرة من البيانات من منتجات "أوبن إيه آي"، بحسبها. ونقلت صحيفة فاينانشال تايمز عن "أوبن إيه آي" ادعاءها بأنها رأت بعض الأدلة على "تقطير" (عملية نقل المعرفة من نموذج كبير إلى نموذج أصغر) تشتبه في أن مصدره "ديبسيك"، وهذا من شأنه أن ينتهك شروط خدمة "أوبن إيه آي".

المفارقة هي أن "أوبن إيه آي" نفسها لطالما واجهت انتقادات شديدة بسبب نهجها الذي يُتّهم باستمرار بانتهاك الملكية الفكرية للآخرين. وتواجه الشركة دعاوى قضائية بالجملة، بما فيها قضية تقودها صحيفة نيويورك تايمز التي تتهمها باستخدام بياناتها من دون إذن. ومع ذلك، قال المستثمر ديفيد ساكس، الذي عيّنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب كـ"قيصر" للذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة، لشبكة فوكس نيوز، إن "هناك أدلة قوية على أن ما فعلته شركة ديبسيك هنا هو استخلاص المعرفة من نماذج أوبن إيه آي، ولا أعتقد أن شركة أوبن إيه آي سعيدة بهذا الأمر".

"ديبسيك" يصدم العالم

سبّب إصدار نموذج R1 مفتوح المصدر من "ديبسيك" اضطراباً في الأسواق المالية العالمية. هوى سهم "إنفيديا"، التي تبيع رقائق الذكاء الاصطناعي، بنحو 17 في المائة، وخسرت الشركة 600 مليار دولار من قيمتها السوقية دفعة واحدة، ما يمثل أكبر خسارة يومية لأي شركة، بينما كانت الأسبوع الماضي فقط الأكثر قيمة في العالم. وقد تكبّدت شركات أخرى خسائر متفاوتة، في أسواق كانت تعتقد طوال العامين الأخيرين أن الذكاء الاصطناعي سوف يكون مغارة علي بابا لثروة من تريليونات الدولارات. كذلك، دفع إصدار "ديبسيك" المستثمرين إلى التشكيك في أسس طفرة سوق الأسهم الأميركية، التي كانت مبنية على فكرة أن مشاريع الذكاء الاصطناعي ستحتاج إلى كميات هائلة من قوة الحوسبة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، بينما حقّقت الشركة الصينية نتائج مماثلة لمنافسيها الأميركيين بأموال وموارد حوسبة أقل.