كتبت- سهر عبد الرحيم:
أثار التقارب بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، قلق الدول الأوروبية من أن تتخلى واشنطن عن دعم أوكرانيا، خاصة بعدما كثفت أمريكا محادثاتها الثنائية مع روسيا بشأن الحرب دون إشراك أوكرانيا، فضلًا عن رفض إطلاق مصطلح "العدوان أو الغزو" على هذه الحرب.
ودعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أوكرانيا لضرورة تقديم بعض التنازلات، ومنها التخلي عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، فضلًا عن بعض الأراضي التي سيطرت عليها القوات الروسية، موضحًا أن الجميع يريد انتهاء الحرب في أوكرانيا، كما توقع انتهاء الحرب "خلال أسابيع"، إذ تجري الولايات المتحدة مباحثات جدية مع موسكو لهذا الغرض.
ويرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن نظيره الأمريكي يتعامل مع الصراع بين روسيا وأوكرانيا "بعقلانية وليس بعاطفة". مشيرًا إلى أن موسكو لا تعارض مشاركة أوروبا في محادثات السلام الروسية الأمريكية الرامية إلى تسوية الصراع في أوكرانيا.
المباحثات الأمريكية الروسية
وفي الأيام القليلة الماضية تعمل الولايات المتحدة وروسيا، على ترتيب لقاء بين الرئيسين الأمريكي والروسي، لبحث سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا، إضافة إلى مناقشة العلاقات بين البلدين، إذ قال ترامب "نبحث مع بوتين مشاريع اقتصادية كبرى بين بلدينا".
ومن جانبه، قال القصر الرئاسي الروسي (الكرملين)، اليوم الثلاثاء، إن بوتين وترامب، أظهرا إرادة سياسية لاستئناف الحوار، إذ تظهر الولايات المتحدة "موقفًا متوازنًا" بشأن أوكرانيا ما يشير إلى رغبة حقيقية في التوصل إلى تسوية للنزاع.
كما يلتقي ممثلون عن الولايات المتحدة وروسيا في السعودية الثلاثاء، في اجتماع "متابعة" للقاء الذي شهدته المملكة الأسبوع الماضي بين وزيري خارجية البلدين لبحث مسار لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وأشار الكرملين إلى أن الاتصالات المقبلة بين موسكو وواشنطن ستتم على مستوى الخبراء عبر وزارة الخارجية.
والأسبوع الماضي، اجتمع وفد روسي برئاسة وزير الخارجية سيرجي لافروف ووفد أمريكي برئاسة وزير الخارجية ماركو روبيو في العاصمة السعودية الرياض، وقال لافروف، إن المحادثات سادتها أجواء إيجابية. إلا أن هذا الاجتماع غابت عنه الدول الأوروبية وعلى رأسهم أوكرانيا.
وعلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على المفاوضات بين الوفدين الروسي والأمريكي، قائلًا إن هدفها كان زيادة الثقة كما أنها جرت في "أجواء ودية وكانت نتائجها إيجابية".
فيما عارضت الولايات المتحدة استخدام مصطلح "الغزو" الروسي على الحرب في أوكرانيا، إذ قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، اليوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة صوتت ضد إجراء الأمم المتحدة الذي ينتقد روسيا، واصفًا إياه بأنه "كان عدائيًا"، مشيرًا إلى أنه على المنظمة أن تعود إلى مهمتها الأصلية وهي إنهاء الحروب والصراعات.
وكانت القائمة بأعمال مندوب الولايات المتحدة الدائم إلى الأمم المتحدة، دوروثي شيا، أكدت أن الولايات المتحدة لا تدعم مشروع القرار المناهض لروسيا في الجمعية العامة بشأن الحرب في أوكرانيا، كما دعت إلى سحبه.
كما اعترضت الولايات المتحدة، يوم الخميس الماضي، على استخدام عبارة "العدوان الروسي" والأوصاف المماثلة في بيان لمجموعة السبع، في الذكرى الثالثة لاندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، مما يهدد بعرقلة ما كان يفترض أن يكون استعراضًا تقليديًا للوحدة داخل المجموعة، حسبما أفادت به صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، نقلًا عن خمسة مسؤولين أوروبيين.
