وصل رئيس الحكومة الصومالية حمزة عبدي بري، مساء اليوم السبت، إلى مدينة لاسعانود، عاصمة إقليم خاتمو، في زيارة تعد هي الأولى لمسؤول صومالي منذ عام 1990. وكان في استقباله رئيس الإقليم عبد القادر أحمد أوعلي، إلى جانب عدد من المسؤولين الصوماليين في الحكومة الفيدرالية، الذين وصلوا إلى المدينة أمس الجمعة تمهيداً لزيارة رئيس الحكومة.
وقال رئيس الحكومة الصومالية حمزة بري في حشد جماهيري في مدينة لاسعانود إن هذه الزيارة تاريخية وتهدف إلى تعزيز الوحدة والسلام وروح التضامن والأخوة بين الصوماليين. وبحسب وكالة "صونا" الرسمية، من المقرر أن يطلق رئيس الوزراء مشاريع تنموية موجهة للإدارة المحلية في خاتمو، ضمن جهود الحكومة لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة.
وفي السياق نفسه، عبّر برلمان جمهورية "أرض الصومال" (صوماليلاند) عن رفضه القاطع لزيارة رئيس الحكومة الفيدرالية إلى مدينة لاسعانود في إقليم سول في إقليم خاتمو. جاء ذلك في جلسة للبرلمان المحلي في العاصمة هرجيسا، وحث النواب الحكومة المحلية على الانسحاب من المفاوضات مع الحكومة الفيدرالية، ودعا النواب أيضاً إلى تنظيم مؤتمر عام حول المستجدات الأخيرة في مدينة لاسعانود.
ولفت نواب البرلمان في حكومة "أرض الصومال" إلى أن الحكومة الصومالية هي التي ستتحمل العواقب التي تنتج عن زيارة رئيس الوزراء الصومالي إلى مدينة لاسعانود، من دون توضيح شكل تلك العواقب.
وشهدت مدينة لاسعانود مطلع عام 2023 معارك طاحنة بين قوات من منطقة "أرض الصومال" ومسلحي عشيرة طولبهنتي التي تقطن إقليم سول، وبعد أشهر من المعارك، تمكّن مسلحو العشيرة من طرد القوات، وأعلنت العشيرة عن تشكيل ولاية فيدرالية (خاتمو) لا صلة لها بإدارة هرجيسا، في أغسطس/ آب عام 2023، وصنّفت وزارة الداخلية في الحكومة الصومالية عام 2024 الإقليم بأنه يتمتع بحكم شبه ذاتي ولم يعد جزءاً في إقليم صوماليلاند.
ومن المتوقع أن يجري رئيس الحكومة الفيدرالية حمزة عبدي بري محادثات مع إدارة خاتمو الجديدة لمعالجة الأزمات العالقة بين إدارة هرجيسا وإقليم خاتمو، خاصة في مسألة الأسرى المحتجزين لدى كلا الطرفين، حيث يُحتجز في خاتمو نحو 300 عسكري أُلقي القبض عليهم أثناء المعارك الضارية التي شهدها الإقليم، بينما تحتجز هرجيسا العشرات من مسلحي عشيرة طولبهنتي.
ووفق متابعين، فإن زيارة رئيس الحكومة الفيدرالية إلى إقليم خاتمو تُعتبر تهديداً لمشروع "صوماليلاند" الانفصالي التي تدّعي أنه جزء منها، لكن العشيرة التي تقطن لاسعانود رفضت فكرة الانفصال التي تتمسك بها إدارة هرجيسا، وفي المقابل، ينوي خاتمو الانضمام إلى النظام الفيدرالي في الصومال.
