إدارة ترامب تطلب "وضع خيارات عسكرية مقنعة" بشأن قناة بنما

منذ ١ يوم ١٤

أوردت شبكة "سي أن أن" الإخبارية الأميركية أمس الخميس فحوى مذكرة موجهة لقادة كبار جاء فيها أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب طلبت رسمياً من مسؤولي وزارة الدفاع (البنتاغون) وضع "خيارات عسكرية مقنعة" لضمان وصول الولايات المتحدة بحرية إلى قناة بنما. وأشارت إلى أن ذلك من بين عدة توجيهات جديدة تمثل تحولاً لافتاً في الأولويات الاستراتيجية للولايات المتحدة الأميركية.

ويبدو ترامب عازماً على إعادة رسم الخرائط في العالم، وهو ما اتضح من خلال قراره الذي صدر بعد وقت قصير على تنصيبه بتغيير اسم خليج المكسيك إلى خليج أميركا. كما طالب علناً بضم جزيرة غرينلاند وقال إنه يريد استعادة السيطرة على قناة بنما.

وأشار تقرير "سي أن أن" إلى أن ترامب جدد تصميمه على "حاجة" الولايات المتحدة لاستعادة قناة بنما، وكان آخرها خلال خطابه الأخير أمام الكونغرس، موضحا أن إدارته طلبت الآن رسمياً تحديد الخيارات العسكرية الممكنة، وفق ما ورد في المذكرة التي عممها وزير الدفاع الأميركي، بيت هيسغيث. ومن بين التوجيهات المعممة طلب هيسغيث من المسؤولين في الدفاع القيام "بشكل فوري" بـ"توفير خيارات عسكرية مقنعة لضمان وصول عادل وحر للولايات المتحدة على الصعيدين العسكري والتجاري إلى قناة بنما".

وتعتبر قناة بنما التي تربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ، شرياناً حيوياً للتجارة العالمية. وتعد الولايات المتحدة أكبر مستخدم للممر المائي، ولكن من بين المستخدمين الرئيسيين الآخرين هناك الصين وتشيلي واليابان وكوريا الجنوبية. وتدير شركة "سي كيه هاتشيسون هولدينغ" ومقرها في هونغ كونغ، موانئ على سواحل المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ منذ العام 1997، لكن لا يوجد دليل على سيطرة الحكومة الصينية على القناة، بحسب مجلس العلاقات الخارجية (وهو منظمة أميركية مستقلة غير حزبية). ومع ذلك، شاركت الشركات الصينية بشكل كبير في مشاريع البنية التحتية حول القناة في السنوات الأخيرة.

ومما جاء في المذكرة أنها تشير إلى أن "الأولوية التي تسبق كل شيء" بالنسبة للجيش الأميركي هي الدفاع عن الأراضي، وتوجه تعليمات إلى البنتاغون بـ"قفل حدودنا، وردع أشكال الاجتياح بما في ذلك الهجرة الجماعية غير القانونية، والاتجار في المخدرات، وتهريب والاتجار في البشر، وغيرها من الأنشطة الإجرامية، وترحيل الغرباء غير القانونيين بتنسيق مع وزارة الأمن الداخلي".

وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لرئيس بنما خوسيه راؤول مولينو، الأحد الماضي، إنه يتعين على الدولة الواقعة في أميركا الوسطى أن تقلص فوراً النفوذ الصيني المزعوم على منطقة قناة بنما، أو مواجهة رد انتقامي من إدارة ترامب. وقال مولينو في وقت لاحق إنه "لا يوجد خطر حقيقي من إعادة السيطرة على القناة أو استخدام القوة".

وتحدث روبيو بالنيابة عن الرئيس الأميركي، وقال لمولينو إن ترامب اتخذ قراراً أولياً بأن وجود الصين في منطقة القناة ينتهك معاهدة قامت بموجبها الولايات المتحدة بتسليم الممر المائي إلى بنما في عام 1999. وتنص تلك المعاهدة على الحياد الدائم للقناة التي قامت الولايات المتحدة بشقها.

قراءة المقال بالكامل