أكد نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس أن الولايات المتحدة لن تنشر قوات عسكرية في سورية، لكنه أشار إلى أنها تمتلك أدوات دبلوماسية واقتصادية يمكن أن تسهم في حماية الأقليات هناك. وأضاف فانس، في تصريحات للشبكة التلفزيونية الأميركية فوكس نيوز، أنه على الإدارة الأميركية أن تتذكر طبيعة التعامل مع النظام السوري.
وأوضح فانس أن واشنطن تجري محادثات مع حلفائها وتعمل بعيداً عن الإعلام لتشجيع الحكومة السورية الجديدة، التي وصفها بـ"المتشددة" على حماية الأقليات، وشدد على ضرورة ضمان حماية المجتمعات التاريخية مثل المسيحيين والدروز وغيرهم. وأشار إلى أن الغزو الأميركي للعراق، في 2003، أدى إلى "تدمير واحد من أعظم المجتمعات المسيحية في العالم"، مؤكداً أنه "يجب عدم السماح بتكرار ذلك مرة أخرى".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد في 30 يناير/كانون الثاني 2025 أن بلاده ستتخذ قراراً بشأن وجود قواتها في سورية، من دون تقديم تفاصيل إضافية، وجاء تصريح ترامب خلال رده على سؤال لأحد الصحافيين في البيت الأبيض حينها حول تقارير إعلامية إسرائيلية تحدثت عن انسحاب أميركي وشيك من سورية، وأوضح ترامب أنه لا يعلم مصدر هذه التقارير، لكنه شدد على أن "واشنطن ستتخذ قراراً بشأن سورية".
وأكد ترامب أن الولايات المتحدة ليست منخرطة بشكل مباشر في سورية، مشيراً إلى أن "لديهم ما يكفي من الفوضى هناك، ولا حاجة إلى تدخلنا"، وكان ترامب قال في 7ديسمبر/كانون الأول الماضي مع اقتراب فصائل المعارضة السورية وقتها من دخول دمشق إن "سورية في حال من الفوضى، لكنها ليست صديقتنا، ولا ينبغي للولايات المتحدة أن يكون لها أي علاقة، هذه ليست معركتنا. فلندع الوضع يأخذ مجراه. دعونا لا نتدخل".
وكانت إدارة الرئيس السابق جو بايدن خففت العديد من القيود المفروضة على سورية تبعاً للعقوبات، مطلع يناير/كانون الثاني الماضي، بهدف المساعدة على تعافي البلاد وبناء حسن النية مع حكومتها الجديدة، وأصدرت وزارة الخزانة الأميركية ترخيصاً عاماً لمدة ستة أشهر يجيز مجموعة من المعاملات مع الحكومة السورية، ما يسمح للمجموعات الإنسانية بتقديم خدمات مثل المياه والصرف الصحي والكهرباء. كما يسمح بإجراء معاملات معينة مع الحكومة السورية من دون خوف من العقوبات، مثل مبيعات الطاقة. وتقيم الولايات المتحدة قواعد في شرق وجنوب سورية ضمن تحالف دولي أطلقته دول غربية لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي في عام 2014. وتدعم واشنطن "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) التي تسيطر على مناطق واسعة في شمال وشرق البلاد.
