باشر المدرب التونسي، ماهر الكنزاري (52 عاماً)، بدءاً من يوم أمس الاثنين، مهمته مديراً فنياً جديداً لنادي الترجي الرياضي، خلفاً للروماني، لاورينتو ريجيكامبف (49 عاماً)، الذي غادر منصبه رسمياً، بعد أربعة أشهر فقط من العمل، حقق خلالها نتائج متذبذبة في الدوري المحلي.
وترك النجم الدولي السابق لمنتخب "نسور قرطاج"، ماهر الكنزاري، تدريب الملعب التونسي، وفسخ عقده من جانب واحد مع الفريق، من أجل تحقيق حلم المشاركة مع الترجي في بطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم بنسختها الجديدة، التي ستقام خلال الفترة الممتدة من 15 يونيو/ حزيران إلى 13 يوليو/ تموز المقبلين. لكن مهمة الكنزاري قبل ذلك الموعد لن تكون سهلة، إذ تسبقها ثلاثة تحديات مهمة، يجب عليه تجاوزها، حتى يستمر في مهامه إلى موعد إقامة مونديال الأندية، وفقاً لما ذكره مصدر مقرب من إدارة الترجي، في حديث لـ "العربي الجديد".
إطاحة كاردوسو من الترجي
وضعت إدارة الترجي هدفاً أساسياً للكنزاري، يتمثل بضرورة إقصاء فريق صن داونز من الدور ربع النهائي لدوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، وإطاحة المدرب السابق للترجي، البرتغالي ميغيل كاردوسو، الذي يقود الفريق الجنوب أفريقي في الوقت الحالي، ما قد يمثّل سلاحاً مهماً لصن داونز، نظراً لمعرفة كاردوسو الكبيرة بالنادي التونسي، الذي سبق أن قاده إلى نهائي المسابقة القارية، العام الماضي.
ويصطدم الكنزاري بضيق الوقت من أجل تحضير الفريق للمواجهة، إذ تقام مواجهة الذهاب بجنوب أفريقيا، في الأول من إبريل/ نيسان المقبل، وتُلعب مباراة الإياب على ملعب حمادي العقربي برادس، في الثامن من الشهر نفسه، وقد يقع المدرب التونسي في أزمة حقيقية، إذا عجز عن بلوغ الدور نصف النهائي، خصوصاً أن الترجي قرر فسخ عقد ريجيكامبف أساساً، لعدم ثقته بقدرة المدرب الروماني على تجاوز ربع نهائي دوري الأبطال الأفريقي.
مفاجآت الدوري التونسي
وتفاجأ الكنزاري، في ساعاته الأولى مع الترجي، بقرار رابطة الدوري التونسي للمحترفين، التي أعلنت أمس الاثنين منح نقاط الفوز للنادي الأفريقي ضد اتحاد بن قردان، رغم نهايتها بالتعادل السلبي، وذلك بعد قبول الاحتجاج القانوني، الذي تقدم به، وهو ما قلب ترتيب الدوري، إذ صعد الأفريقي إلى المركز الثالث برصيد 52 نقطة، خلف صاحبي الصدارة، الاتحاد المنستيري والترجي، بـ 53 نقطة.
وتبعاً لذلك، أصبح الكنزاري مطالباً بالفوز في المباريات الخمس المتبقية للترجي في بطولة الدوري التونسي الممتاز، هذا العام، ومنها مواجهة الديربي ضد الأفريقي، التي ستقام أمام جماهير الفريق المنافس، واستضافة الاتحاد المنستيري في الأسبوع الأخير للمسابقة، وهو ما يجعل كل مباريات الترجي مصيرية وبمثابة دور نهائي، بعدما عقّد ريجيكامبف مهمة الفريق في الاحتفاظ بلقبه للسنة الثانية على التوالي، بسبب إهدار العديد من النقاط السهلة، في الأسابيع الأخيرة.
كابوس بلايلي يؤرق الكنزاري
أما على المستوى الفني، فيواجه الكنزاري تحديات عديدة قبل اللعب أمام صن داونز الجنوب أفريقي، أبرزها أزمة اللاعبين المصابين، ومنهم المدافع الجزائري، محمد أمين توغاي، والمهاجم البرازيلي، رودريغو رودريغيز، وهدّاف الفريق، أشرف الجبري، وسيكون المدير الفني الجديد مطالباً بالبحث عن الخيارات البديلة لهم، خصوصاً أن غيابهم ترك فراغاً كبيراً، في خطي الدفاع والهجوم، على حد السواء.
ولا تتوقف تحديات الكنزاري عند هذا الحد، إذ إن الفريق يعيش كابوساً حقيقياً، باستدعاء نجمه الجزائري، يوسف بلايلي، للمثول أمام رابطة الدوري التونسي للمحترفين، للتحقيق معه في طريقة احتفاله بهدف سجله في شباك شبيبة العمران، ضمن منافسات الجولة الماضية من الدوري المحلي، ويواجه بلايلي خطر الإيقاف ست مباريات، إن صنّفت الرابطة احتفاله ضمن اللقطات غير الأخلاقية، وفي هذه الحالة سيكون الكنزاري أمام تحدٍ كبير، وهو إيجاد التوازن الهجومي للفريق، دون النجم الجزائري.
