ارتفاع النفط والذهب بعد استئناف إسرائيل الحرب على غزة

منذ ٤ ساعات ٧

ارتفعت أسعار النفط قليلاً، اليوم الثلاثاء، بدعم من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط بعد انقلاب إسرائيل على اتفاق غزة واستئناف حرب الإبادة على القطاع، بالإضافة إلى خطط التحفيز الصينية، غير أنّ مخاوف النمو العالمي والرسوم الجمركية الأميركية، ومحادثات وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا حدت من المكاسب. كما تجاوزت أسعار الذهب حاجز الـ3000 دولار.

وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 17 سنتاً، أو 0.2%، إلى 71.24 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 03:50 بتوقيت غرينتش، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 14 سنتاً، أو 0.2%، إلى 67.72 دولاراً للبرميل. وقال محللو "آي إن جي" في مذكرة بحثية "إلى جانب الضربات الأميركية على الحوثيين في اليمن، قدمت عدة عوامل دعماً للسوق". وأضافوا "كشفت الصين عن خطط لإنعاش الاستهلاك، بينما جاء نمو مبيعات التجزئة الصينية واستثمارات الأصول الثابتة أقوى من المتوقع".

وكشف مجلس الوزراء الصيني، يوم الأحد، عن خطة عمل خاصة لتعزيز الاستهلاك المحلي تتضمن إجراءات مثل زيادة الدخل وتقديم إعانات لرعاية الأطفال. ومنحت بيانات اقتصادية صينية أظهرت، أمس الاثنين، تسارع نمو مبيعات التجزئة خلال شهري يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط، المستثمرين أسباباً للتفاؤل، على الرغم من انخفاض إنتاج المصانع ووصول معدل البطالة في المناطق الحضرية إلى أعلى مستوى له في عامين.

وأظهرت بيانات رسمية، أمس الاثنين، أنّ إنتاج النفط الخام في الصين، أكبر مستورد له في العالم، ارتفع 2.1% في يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط مقارنة بالعام السابق، مدعوماً بمصفاة جديدة ورحلات السفر خلال العطلات. كما حظيت الأسعار بدعم من تعهد الرئيس دونالد ترامب مواصلة الهجوم الأميركي على الحوثيين في اليمن ما لم ينهوا هجماتهم على السفن في البحر الأحمر. 

وتضامناً مع غزة في مواجهة الإبادة الإسرائيلية، باشرت جماعة الحوثي منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 استهداف سفن شحن مملوكة لإسرائيل أو مرتبطة بها في البحر الأحمر أو في أي مكان تطاوله بصواريخ وطائرات مسيرة. كما شن الحوثيون من حين إلى آخر هجمات بصواريخ ومسيّرات على إسرائيل، بعضها استهدف مدينة تل أبيب (وسط)، قبل أن يوقفوها مع دخول وقف إطلاق النار بغزة حيز التنفيذ.

وبعد خرق تل أبيب الاتفاق وإغلاق المعابر مجدداً لمنع دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، مع مطلع مارس/ آذار تزامناً مع شهر رمضان، أعلنت جماعة الحوثي استئناف عملياتها ضد سفن إسرائيل للضغط عليها لكسر حصار غزة. ويتركّز نحو 15% من حجم التجارة العالمية المنقولة بحراً عبر البحر الأحمر وقناة السويس، ويزيد من تكاليف الشحن والتأمين، ويُطيل أمد الرحلات البحرية بمعدل عشرة أيام إضافية.

وأنهت الهجمات الإسرائيلية على غزة، فجر اليوم الثلاثاء، فعلياً هدنة هشة لوقف إطلاق النار بدأت في 19 يناير/ كانون الثاني، وأفادت السلطات الصحية الفلسطينية بأنّ الغارات الجوية أدت لاستشهاد أكثر من 330 فلسطينياً. وفيما يُسلط الضوء على المخاوف المستمرة بشأن الطلب، قالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أمس الاثنين، إن رسوم ترامب الجمركية ستُضعف النمو في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وهو ما سيؤثر سلباً على الطلب العالمي على الطاقة. 

والمحادثات التي ستجري اليوم الثلاثاء بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا محور الاهتمام أيضاً. وتعتقد الأسواق بأن أي مفاوضات سلام محتملة ستشمل تخفيف العقوبات على روسيا وعودة إمداداتها من النفط الخام إلى الأسواق العالمية، وهو ما سيؤثر سلبا على الأسعار. 

الذهب فوق 3000 دولار للأوقية

في السياق، سجلت أسعار الذهب ذروة قياسية متجاوزة مستوى 3000 دولار، اليوم الثلاثاء، للمرة الثانية خلال أسبوع، مع سعي المستثمرين للتحوط من المخاوف الاقتصادية التي أججتها سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية، وحالة عدم الاستقرار الجيوسياسي بعد استئناف إسرائيل الحرب على قطاع غزة والعدوان الأميركي على اليمن. 

ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.2% إلى 3008.08 دولارات للأوقية (الأونصة)، بحلول الساعة 02:49 بتوقيت غرينتش، بعدما سجل أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3012.05 دولار للأوقية في وقت سابق من الجلسة. تجاوز الذهب حاجز 3000 دولار للأوقية لأول مرة يوم الجمعة. وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.4% لتصل إلى 3017.60 دولاراً. 

ودائماً ما يُعد الذهب تحوطاً من عدم الاستقرار الجيوسياسي، وقد قفز بأكثر من 14% منذ بداية العام. ومنذ تولي ترامب منصبه في يناير/ كانون الثاني، سجل الذهب أعلى مستوى قياسي له 14 مرة، إذ عزّز التوتر التجاري الطلب على الملاذ الآمن. وطرح ترامب خططاً لسلسلة من الرسوم الجمركية الأميركية، بدءا من رسوم ثابتة 25% على الصلب والألمنيوم دخلت حيز التنفيذ في فبراير/ شباط، ورسوماً متبادلة وعلى قطاعات معينة قال إنها ستُفرض في الثاني من إبريل/ نيسان. 

وقال إدوارد ماير، المحلل في "ماريكس": "يشهد الذهب ارتفاعاً ملحوظاً بسبب ضعف الدولار واستمرار حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية". وتراجع مؤشر الدولار قرب أدنى مستوى له في خمسة أشهر، ما جعل الذهب أرخص للمشترين الأجانب. وعلى صعيد المعادن النفيسة الأخرى، ارتفع سعر الفضة في المعاملات الفورية 0.2% إلى 33.89 دولاراً للأوقية، كما زاد البلاتين 0.5% إلى 1004.65 دولارات وصعد البلاديوم 0.5% إلى 969.6 دولاراً. 

(رويترز، العربي الجديد)

قراءة المقال بالكامل