استشاري لـ «عكاظ» : أدمغة الأطفال تمتص 60% من اشعاعات الهواتف المحمولة

منذ ٣ ساعات ١٠

مع تزايد الاعتماد على الهواتف المحمولة كوسيلة للترفيه والتعلم، تتصاعد التحذيرات من المخاطر الخفية التي قد تهدد النمو العقلي والسلوكي للأطفال، بل وتمتد لتؤثر على الصحة النفسية للكبار، خاصة مع العادات الرقمية الخاطئة مثل تصفح الهاتف فور الاستيقاظ، «عكاظ» أجرت حواراً مع استشاري الصحة النفسية الدكتور وليد هندي ، لتسليط الضوء على التأثيرات السلبية للشاشات على الأطفال

وإلى نص الحوار

كيف ترى تأثير مشاهدة التليفزيون والهواتف الذكية على الأطفال؟

للأسف، كثير من الأمهات يعتقدن أن التلفزيون أو الهاتف وسيلة آمنة لإلهاء الأطفال، لكن الحقيقة عكس ذلك تمامًا، فالتعرض المستمر للشاشات يضر بصحة الطفل نفسيًا وعصبيًا واجتماعيًا.

وفي السابق كنا نظن أن الأضرار تقتصر على ضعف البصر ومشاكل التمثيل الغذائي، لكن الأبحاث الحديثة أثبتت أن التأثيرات أعمق بكثير، فقد تؤدي إلى السمنة والسكري واضطرابات النوم والكوابيس و«متلازمة الشاشات الإلكترونية»، وهي مشكلة نفسية حديثة باتت تؤثر على الأطفال بشكل ملحوظ.

مامدى خطورة الإشعاعات المنبعثة من الأجهزة على الأطفال؟

أدمغة الأطفال تمتص أكثر من 60% من الإشعاعات المنبعثة من التلفزيون أو الهاتف، في حين أن البالغين لا يمتصون سوى 30% منها، وهذه الإشعاعات تؤثر على الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى اضطرابات في النوم، عصبية زائدة، عدوانية، بكاء مستمر، إحباط، وتراجع في الأداء التعليمي، وهي كلها أعراض متلازمة الشاشات الإلكترونية.

هل هناك دراسات تؤكد هذه التأثيرات؟

نعم، هناك دراسة أمريكية حديثة أثبتت أن الجلوس لساعات طويلة أمام الشاشات يزيد من خطر الموت المبكر، كما وجدت دراسة يابانية أن الأطفال الذين يشاهدون التلفزيون لمدة ساعتين يوميًا على الأقل يصبحون أكثر عرضة للإصابة بالتوحد، وتؤدي الشاشات إلى ضعف التواصل الاجتماعي وصعوبة في الحديث وتراجع في مهارات اللغة وضعف في التواصل البصري والحسي وتبلد في المشاعر، وقتل للإبداع.

ما هي النصيحة التي تقدمها للأهالي بخصوص وقت مشاهدة التليفزيون للأطفال؟

لا يجب أن يتجاوز وقت مشاهدة التلفزيون أو استخدام الهاتف نصف ساعة إلى ساعة يوميًا بعد عمر السنتين، مع ضرورة عدم مشاهدة التلفزيون قبل النوم مباشرة، لأنه يؤثر على جودة النوم.

ومن الأفضل أن يكون الأطفال تحت إشراف الأهل خلال هذه الفترة، مع التركيز على الأنشطة البديلة مثل اللعب والتفاعل الاجتماعي المباشر.

ماذا عن عادة تصفح الهاتف المحمول فور الاستيقاظ؟ هل لها تأثير سلبي؟

بكل تأكيد، 80% من مستخدمي الهواتف الذكية يتحققون من هواتفهم خلال أول 15 دقيقة من الاستيقاظ، وهذا يؤثر بشدة على الصحة النفسية.

والأكثر خطورة هو أن يبدأ الشخص يومه بالعمل عبر الهاتف فورًا، مما يؤدي إلى زيادة التوتر، القلق، العصبية، الارتباك، وقلة التركيز، كما أن الاستيقاظ والانتقال المباشر إلى العمل يؤثر على البنية الجسدية والعقلية والنفسية.

هل هناك دراسات تدعم هذا التحليل؟

نعم، أثبتت دراسة سويدية أن الاستخدام المتكرر للهاتف يزيد من خطر اضطرابات النوم والاكتئاب، خاصة لدى الشباب، كما أن تصفح الهاتف فور الاستيقاظ يؤدي إلى إعاقة اجتماعية، استهلاك ذهني مفرط، وتأخير الأنشطة الصباحية المهمة مثل الرياضة، الصلاة، وتناول الفطور.

هناك مصطلحات جديدة مثل «متلازمة الاهتزاز الوهمي» و«عامل الفقاعة».. ما المقصود بها؟

«متلازمة الاهتزاز الوهمي» تصيب 85% من الأشخاص الذين يستخدمون الهاتف بكثرة، حيث يشعرون باهتزازات غير حقيقية للهاتف، حتى عندما لا يكون معهم.

أما «عامل الفقاعة»، فهو متلازمة تصيب الأشخاص الذين يعملون عبر الهاتف طوال اليوم، مما يؤدي إلى عدم القدرة على الفصل بين الحياة المهنية والشخصية، مما يزيد من المشاكل الأسرية، التقلبات المزاجية، الإرهاق، وحتى خطر الوفاة المبكرة.

هل هناك علاقة بين تصفح الهاتف صباحًا والمشاكل الصحية الخطيرة؟

نعم، هناك دراسات تربط بين الاستيقاظ على رسائل البريد الإلكتروني أو رسائل العمل وزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، بسبب الارتفاع المفاجئ في الضغط العصبي.

ما هي النصائح التي تقدمها للأشخاص لتجنب هذه التأثيرات؟

وضع الهاتف في وضع الطيران أثناء النوم.

الاسترخاء لدقائق بعد الاستيقاظ قبل استخدام الهاتف.

ممارسة الرياضة أو التمارين الخفيفة.

الاستماع إلى الموسيقى الهادئة لتنشيط الذهن.

تناول وجبة إفطار مغذية قبل التفاعل مع الهاتف.

استنشاق هواء نقي في الصباح لتحفيز النشاط العقلي والجسدي.

ما نصيحتك بشأن الاستخدام الأمثل للهواتف والتعرض للشاشات؟

أدعو الجميع خاصة الأهالي إلى مراقبة استخدام الشاشات سواء للأطفال أو الكبار، لأن التكنولوجيا سلاح ذو حدين، وإذا لم نتحكم في استخدامها بشكل صحيح، فقد تؤدي إلى تأثيرات صحية ونفسية خطيرة، وصباحك يجب أن يكون هادئًا، بعيدًا عن الضغوط الرقمية لتحصل على يوم مليء بالإنتاجية والطاقة الإيجابية.

قراءة المقال بالكامل