لقي الوزير المفوض والسفير السابق في الخارجية السورية، نور الدين اللباد (61 عاماً)، وشقيقه عماد اللباد، مصرعهما ليل الثلاثاء/ الأربعاء، إثر هجوم مسلح استهدف منزلهما في مدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، وفق مصادر محلية وصحافية. وأفادت مصادر "العربي الجديد" بأن مسلحين مجهولين اقتحموا المنزل وأطلقوا النار على الرجلين قبل أن يفرّوا، فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث حتى الآن.
ويُعتبر اللباد أحد أبرز المنشقين عن نظام الأسد، حيث غادر سورية عام 2013، وعمل ممثلاً للائتلاف الوطني المعارض في فرنسا. يتمتع بخبرة دبلوماسية طويلة، إذ شغل مناصب في سفارات سورية بكل من اليمن وفرنسا وليبيا والعراق وتركيا، وحمل شهادة دكتوراه في الأدب الفرنسي، بالإضافة إلى ماجستير في العلاقات الدولية. وقد عاد إلى مسقط رأسه في مدينة الصنمين قبل أسبوعين، بعد سنوات من النشاط السياسي في المنفى.
وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، قال شاهد عيان يُدعى محمود المصري: "سمعنا صوت إطلاق نار كثيف، ثم رأينا أشخاصاً ملثمين يستقلون سيارة تلوذ بالفرار. لم نتمكن من ملاحقتهم بسبب الخوف من التصعيد". وتشهد مناطق ريف درعا، بما فيها الصنمين، توتراً متصاعداً منذ أعوام. وتستهدف مثل هذه الاغتيالات بشكل متكرر شخصيات عسكرية أو سياسية منشقّة، في ظل اتهامات متبادلة بين فصائل معارضة وأجهزة أمنية تتبع للنظام.
ولا تزال هوية الجهة المنفذة مجهولة، بينما تطرح تساؤلات حول دوافع الحادث، لا سيما مع تاريخ اللباد النقدي للنظام والمعارضة على حد سواء خلال السنوات الماضية. يُشار إلى أن الصنمين، مسقط رأس اللباد، شهدت الأسبوع الماضي اشتباكات عنيفة بين الأمن العام ومجموعة مسلحة بقيادة المدعو محسن الهيمد، المتهم بقيادة مجموعة مسلحة كانت تتبع سابقاً للأجهزة الأمنية ومهمته الاغتيالات، وقد فر من المكان عقب سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
