أعلنت الإدارة العامة للأوقاف بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عن استمرار شراكتها مع برنامج "لكل ربيع زهرة" للعام الحالي 2025م، وذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد بحضور بعض المسؤولين والخبراء في المجال البيئي.
وأكد السيد حسن عبدالله المرزوقي، مدير عام الإدارة العامة للأوقاف، أهمية هذه الشراكة باعتبارها جزءاً من المسؤولية المجتمعية التي تضطلع بها الإدارة، مشيراً إلى ضرورة تكثيف الجهود للحفاظ على المساحات الخضراء والروض والمناطق الطبيعية التي تحتوي على النباتات المحلية، نظراً لكونها ثروة وطنية وعالمية، كما أن لها دوراً بارزاً في الحفاظ على التوازن البيئي وتعزيز البعد الجمالي في حياة الإنسان.
وأضاف المرزوقي أن المحافظة على البيئة مطلب شرعي، مستشهداً بعدد من الأحاديث النبوية التي تحث على زراعة الأشجار والعناية بالطبيعة، لافتاً إلى أن دعم مثل هذه المبادرات يأتي تحقيقًا لرؤية قطر الوطنية 2030، التي تضع الاستدامة البيئية ضمن أولوياتها.
من جانبه، أوضح الدكتور سيف علي الحجري، رئيس برنامج "لكل ربيع زهرة"، أن حماية الطبيعة تكليف شرعي يستمد قوته من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وانطلاقاً من هذه القيم السامية نواصل حشد كل الجهود الممكنة وبدعم كريم من الإدارة العامة للأوقاف للحفاظ على الطبيعة والرقي بها لتكون دائما صحية وسليمة وجميلة، مشيراً إلى أن البرنامج لكي يحقق أهدافه التوعوية ينبغي أن ينسجم مع خصوصية المجتمع ومع رؤية قطر 2030.
وثمن الدكتور الحجري، الجهود التي تقدمها الإدارة العامة للأوقاف، مؤكداً أن البرنامج، الذي أطلقته صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر عام 1999، يعد مبادرة نوعية تهدف إلى ربط الأجيال الناشئة بتراثهم الطبيعي وتعزيز الوعي البيئي لديهم، مما يسهم في بناء مستقبل أخضر مستدام.
وقال إن البرنامج سيحتفي هذا العام بـزهرة نبات "الكَحَل"، وهي نبتة قطرية موسمية تتميز بأوراقها الرمحية وأزهارها الصفراء الصغيرة المتقاربة، وكانت تستخدم سيقانها الحمراء قديمًا لتكحيل العيون، ونوه بأنها متوفرة في العديد من المحميات الطبيعة في دولة قطر والجزيرة العربية.
ويهدف البرنامج من خلال تسليط الضوء على هذه النبتة إلى التعريف بأهميتها البيئية والتراثية، بالإضافة إلى تنظيم رحلات بيئية توعوية إلى المعسكر الدائم في منطقة رأس المطبخ بمدينة الخور، بمعدل 300 مشارك من مختلف الفئات، بمن فيهم طلاب المدارس.
وسيتضمن البرنامج عدداً من الأنشطة التوعوية، من بينها: محطات بيئية لتعريف المشاركين بمفاهيم مثل إعادة تدوير النفايات، وتأثير الحشرات والطيور على البيئة، والتغيرات المناخية، وتنظيم ندوات وحلقات نقاش بمشاركة خبراء في البيئة والاستدامة لإبراز جهود البرنامج في الحفاظ على التنوع البيولوجي وتعزيز الاستدامة البيئية.
وأكدت الإدارة العامة للأوقاف أن دعم مثل هذه المبادرات يأتي في إطار المصرف الوقفي لرعاية الأسرة والطفولة، حيث يُعد الوقف البيئي صدقة جارية تعود بالنفع على المجتمع والبيئة في آنٍ واحد، انسجاماً مع حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" رواه مسلم.
م خ ر/ا م و/ع ع