قررت الجزائر بدء إنجاز خطي سكة حديد يربطان بين وسط وشمال البلاد وأقصى مدن الجنوب، بهدف تسهيل حركة نقل المسافرين والتجارة والسلع والبضائع، مع الأمل في استكمال هذه الخطوط نحو دول الجوار في الساحل، مثل مالي وموريتانيا، ضمن خطة مستقبلية تطرحها الجزائر. وأقر مجلس الوزراء الجزائري، برئاسة الرئيس عبد المجيد تبون، مساء أمس، الدراسات الأولية لمشروع سكة حديد تربط بين الأغواط، وسط البلاد، ومدينة تمنراست، أقصى الجنوب، بالإضافة إلى الخط الثاني الذي يربط بين كل من المنيعة، تيميمون، وأدرار في الجنوب، وذلك بعد خمس سنوات من إطلاق الرئيس تبون لتعهدات انتخابية في ديسمبر/كانون الأول 2019، بإنجاز سكة حديد تربط الجنوب بالشمال.
وأمر الرئيس تبون الحكومة بـ"الشروع فوراً في تجسيد مشروع خط السكة الحديد الرابط بين الأغواط وتمنراست، وخط المنيعة ـ تيميمون ـ أدرار، لما يشكلانه من أهمية استراتيجية بالغة للاقتصاد الوطني، وأيضاً للبعد الاجتماعي في الجزائر، التي دخلت وتيرة تنموية رائدة ذات أثر وطني وقاري ودولي". ويضمن هذا الخط ربط العاصمة الجزائرية وكامل مدن الشمال بكبرى مدن الصحراء، تمنراست، وصولاً إلى عين قزام والحدود الجزائرية-النيجرية، على مسافة 2,406 كيلومترات.
خلال اجتماع مجلس الوزراء، أمس الأحد، جرى بحث مدى تقدم إنجاز خط السكة الحديدية غار جبيلات – بشار، الذي يبلغ طوله 700 كيلومتر، والمخصص لنقل خام الحديد من منجم غار جبيلات قرب الحدود بين الجزائر والصحراء المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو. وكانت الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكك الحديدية قد أنهت، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، الدراسات الخاصة بإنجاز 1048 كيلومتراً ضمن خط السكك الحديدية الرابط بين العاصمة الجزائرية ومدينة تمنراست، ويجري استكمال الدراسات الخاصة بالمقطع الثاني الرابط بين عين صالح وتمنراست على امتداد 650 كيلومتراً، على أن يتم لاحقاً إنجاز دراسة خاصة بخط سكة حديد على مسافة 400 كيلومتر، يربط بين تمنراست ومدينة عين قزام حتى الحدود الجزائرية-النيجرية.
ويضع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مشروع مد السكة الحديد إلى الصحراء الجزائرية والساحل على رأس أولوياته، إضافة إلى ربط خطوط السكة الحديد ببعضها وإنشاء شبكة تمتد إلى أقصى الجنوب، ضمن الخط العابر للصحراء الذي يربط الجزائر العاصمة بالحدود الجزائرية-النيجرية. وقال تبون في خطاب سابق: "أتعهد أمامكم مجدداً بأن تصل السكة الحديد إلى تندوف، تمنراست، وبشار، لربطها مع دول الجوار الإفريقي. السكة الحديد التي ستصل إلى تمنراست ستساعدنا على استغلال ثروات منجمية ذات أهمية بالغة".
وعرضت الجزائر، قبل فترة، على دول قطر والصين وتركيا المساهمة في إنجاز هذه المشاريع. وفي سبتمبر/أيلول 2023، جرت نقاشات بين وزير الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية الجزائري لخضر رخروخ ووزير النقل والبنية التحتية التركي عبد القادر أورال أوغلو حول إمكانية مساهمة تركيا في تنفيذ مشاريع السكك الحديدية التي ستربط مختلف مناطق البلاد شمالاً وجنوباً بخطوط القطارات، وتوصيلها إلى بعض الدول الأفريقية المجاورة، بمجموع 6000 كيلومتر، إذ ترغب الجزائر في مد خطوط سكة حديد إلى تمنراست، أقصى الجنوب، ومنها إلى دولتي مالي والنيجر.
