أعلن المتحدث العسكري باسم جماعة أنصار الله في اليمن (الحوثيين)، مساء اليوم الثلاثاء، عن استئناف عملياتها ضد كافة السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب وخليج عدن، وذلك حتى فتح معابر قطاع غزة ودخول احتياجاته من غذاء ودواء. وجاء بيان الحوثيين بعد انتهاء المهلة التي منحتها الجماعة لإسرائيل لدخول المساعدات إلى قطاع غزة.
في السياق، أعلنت حكومة الحوثيين (غير معترف بها دولياً)، اليوم الثلاثاء، مباركتها قرار زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي ببدء الإجراءات العسكرية ضد العدو الإسرائيلي فور انتهاء المهلة، مشيرة إلى أن "موقف زعيم الجماعة هو تعبير عن الموقف المبدئي والثابت لأبناء الشعب اليمني إزاء إخوانهم في فلسطين".
وكان وزير الدفاع في حكومة الحوثيين، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، قد قال في وقت سابق اليوم إن "القوات المسلحة على استعداد لتنفيذ توجيهات القيادة العليا في مساندة أبناء غزة ودعم المجاهدين الفلسطينيين بقوة وفاعلية"، مؤكداً أن "القوات المسلحة اليمنية في جهوزية عالية وعند مستوى المسؤولية المنوطة بها".
وكان عبد الملك الحوثي قد أعلن الجمعة أن العمليات العسكرية لجماعته ستستأنف ضد الاحتلال الإسرائيلي في حال عدم التزامه بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة. وقال الحوثي: "نعلن للعالم أجمع أننا سنعطي للوسطاء مهلة أربعة أيام، وسنقوم باستئناف عملياتنا البحرية ضد العدو إذا لم يدخل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة". وشدد على أنه "إذا استمر العدو بعد مهلة الأيام الأربعة في منع دخول المساعدات إلى غزة، واستمر في الإغلاق التام للمعابر، فستعود القوات المسلحة اليمنية لاستئناف العمليات البحرية ضده".
وحينها، ثمنت حركة حماس قرار الحوثيين "إمهال العدو الصهيوني أربعة أيام قبل استئناف العمليات البحرية الهادفة إلى فرض حصار على موانئ الاحتلال، في حال استمرار حكومته الفاشية في منع دخول المساعدات الإنسانية والبضائع إلى قطاع غزة". وقالت الحركة في تصريح صحافي إن "هذا القرار الشجاع، الذي يعكس عمق ارتباط الإخوة في أنصار الله والشعب اليمني الشقيق بفلسطين والقدس، يُعَدّ امتدادًا لمواقف الدعم والإسناد المباركة التي قدموها على مدار خمسة عشر شهرًا من حرب الإبادة في قطاع غزة".
ويشن الطيران الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية ضد مناطق سيطرة الحوثيين منذ 20 يوليو/ تموز الماضي تستهدف مواقع حيوية وعسكرية وتركزت في معظمها على ميناء الحديدة ورأس عيسى في غرب اليمن. كذلك، يشن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا منذ مطلع العام الماضي غارات جوية وهجمات صاروخية على "مواقع للحوثيين" في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرة الجماعة، رداً على هجمات الجماعة ضد سفن الشحن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي.
ومنذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، أعلنت جماعة الحوثيين مشاركتها في ما سمتها "معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس"، حيث شنت الجماعة هجمات بالصواريخ الباليستية والطيران المسيَّر والزوارق البحرية على السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، كذلك استهدفت الأراضي الفلسطينية المحتلة بالصواريخ والطائرات المسيّرة، إلا أن هجماتها توقفت مع إعلان وقف النار في غزة.
