السودان: قصف على أم درمان ومعارك عنيفة في محور الصحراء

منذ ٢ شهور ٤٣

قصفت قوات الدعم السريع في السودان، اليوم السبت، عدداً من المواقع في محلية كرري، شمالي مدينة أم درمان. وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد"، إن قوات الدعم وجهت أسلحتها المدفعية على أحياء الثورات وشارع الوادي، ما سبّب سقوط قذائف وسط الأحياء السكنية، فيما لم تعلن وزارة الصحة قائمة المصابين جراء القصف. وأشار الشهود إلى أن القصف استهدف أربعة مواقع.

ودخلت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان شهرها الثاني والعشرين، ما أدى إلى مقتل آلاف المدنيين، ونزوح ولجوء أكثر من 11 مليون شخص. وكانت قوات الدعم السريع هاجمت، فجراً، محطات وخطوط نقل الكهرباء بشرق السودان، مستخدمة الطائرات المسيّرة. وطبقاً لشهود عيان، فإن قوات الدعم السريع استهدفت محطات التحويل الناقلة للكهرباء بمدينة الشوك، شرقي السودان، ما أدى إلى انقطاع الإمداد الكهربائي عن عدد من المدن شرق وجنوب البلاد.

وسبق لقوات الدعم السريع أن شنّت هجوماً مماثلاً على منشآت الكهرباء في مدينة ود مروي شمالي السودان، حيث يوجد واحد من أكبر سدود إنتاج الطاقة الكهربائية، ما أثر على الإمداد في كل من البحر الأحمر، ونهر النيل، والشمالية، وولايات أخرى. وقالت وزارة الخارجية السودان في بيان لها اليوم السبت، إن الهجوم بالمسيّرات الانتحارية على محطة كهرباء بمدينة الشواك، ومحطة مياه القضارف، تسبب في انقطاع الكهرباء في ولايتي كسلا والقضارف، وهما من أكبر الولايات المنتجة للغذاء، وتستضيفان أعداداً كبيرة من النازحين بسبب الحرب واللاجئين من دول الجوار، فضلاً عن تضرر خدمات مياه الشرب بالقضارف.

وعدت الحادث تمادياً من قوات الدعم السريع التي تصفها بالمليشيا الإرهابية، في استهداف المدنيين العزل، كما أنها استهدفت سوقاً للمواشي جنوبي الفاشر بالمدفعية الثقيلة بعيدة المدى، مما أدى إلى مقتل 14 مدنياً. وأكدت الوزارة أن تواتر تلك "الجرائم الإرهابية" خلال أيام قليلة، دليل إضافي على أن المليشيا تمثل أسوأ الجماعات الإرهابية التي عرفتها المنطقة، مبيناً أنه لم يعد كافياً مجرد إدانة هذه الجرائم، إنما المطلوب اتخاذ إجراءات دولية فعالة ضد المليشيا ومن يزودها بالأسلحة والمرتزقة، ويستضيف قادتها وعناصرها، طبقاً لما جاء في البيان.

وأدان خالد عمر يوسف، القيادي بتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية، ما تقوم به قوات الدعم السريع من استهداف للمنشآت الخدمية، وأوضح يوسف، عبر حسابه في "فيسبوك"، أن هجمات مسيّرات الدعم السريع على محطات الكهرباء في مناطق عدة في البلاد، أدت إلى مضاعفة معاناة المكتوين بنار الحرب من المدنيين، الذين يدفعون ثمناً غالياً جراء استمرار الحرب يوماً بعد يوم، مشيراً إلى أن تلك الهجمات مدانة ومستنكرة، ويجب ألا تكون الأعيان المدنية والبنية التحتية هدفاً لأي من الأطراف المتقاتلة.

وأضاف يوسف، أن كلّ يوم تستمر فيه الحرب، تغرق البلاد في هوة سحيقة تصعب مهمة الخروج منها، من دمار، ودماء، وكراهية، وتمزيق للنسيج الاجتماعي، وانهيار للدولة، وازدياد لتأثير الفاعلين الخارجين على حساب القرار الوطني، مؤكداً أنه لا مخرج من هذا النفق المظلم إلا باعتزال فتنة الحرب، وإعلاء صوت السلام، بما يضع قضية حماية المدنيين أولاً، ويقود إلى حلّ سلمي يخاطب جذور الأزمة الوطنية بصورة منصفة وعادلة ومستدامة.

وفي ولاية شمال دارفور، قال شهود عيان لـ"العربي الجديد"، إن طيران الجيش السوداني أغار على تجمعات قوات الدعم السريع حول مدينة الفاشر، مركز الولاية، كما واصلت قوات الدعم في المقابل قصفها المدفعي على بعض المناطق في المدينة. وتحاول قوات الدعم السريع منذ إبريل/ نيسان الماضي، السيطرة على المدينة، بينما يقاتل الجيش ومجموعات مسلحة متحالفة معه للدفاع عنها.

من جهتها، ذكرت القوات المشتركة، أنها دخلت في معارك عنيفة ضد الدعم السريع محور الصحراء، في محاولة جديدة منها لقطع خطوط الإمداد عن قوات الدعم. وفي ولاية الجزيرة، وسط السودان، اشتكى الأهالي في عدد من القرى من هجمات قوات الدعم السريع عليهم، بما يشمل مدينة أبوعشر والمسعودية، وقرية الخيران، ومناطق أخرى شرقي الولاية، وأدان مؤتمر لولاية الجزيرة، وهو جسم حقوقي، تلك الهجمات، كما أدانها حزب الأمة القومي الذي أصدر بياناً استنكر فيه بشكل خاص تعرض منطقة الخيران بمحلية أبو قوته بولاية الجزيرة لهجوم من قبل قوات الدعم السريع، راح ضحيته 13 من السكان.

وأشار إلى تعرض منطقة القطينة الغربية في ريف الدويم لهجوم مماثل من قبل قوات الدعم السريع، أسفر عن مقتل 8 من المواطنين، مؤكداً أنه يدين بشدة استمرار هجوم قوات الدعم السريع على القرى التي لا صلة لها بالمناطق العسكرية، ومطالباً قيادة قوات الدعم السريع بوقف تلك الهجمات والانتهاكات بحق المواطنين، وعدم التعرض للقرى والمناطق السكنية التي لا علاقة لها بالمناطق العسكرية. وشدد على ضرورة سحب قوات الدعم السريع من القرى وعدم تعريض حياة المواطنين للخطر.

قراءة المقال بالكامل