بي بي سي
أثار حديث مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف مع الإعلامي الشهير والمؤثر في أوساط اليمين الأمريكي، تاكر كارلسون، اهتماماً كبيراً لأنه كان مختلفاً. فبرغم حذر ويتكوف وانتقائه الدقيق للألفاظ فقد كان أكثر صراحة وانفتاحاً من المعتاد مقارنة بغيره من المسؤولين.
تحدث ويتكوف بطريقة مختلفة عن حركة حماس، وقال إنه اكتشف من زياراته الميدانية إلى الشرق الأوسط أنه بالإمكان التفاهم معها والتوصل إلى اتفاقات. كذلك أبدى موقفا أقل تشدداً من النبرة العامة لإدارة ترامب في إطار حديثه عن الجماعات المسلحة المدعومة من إيران وطريقة التعامل معها ومع إيران نفسها.
في المقابل تميز حديث ترامب وكبار المسؤولين في إدارته بالصرامة والوعيد في التعامل مع تلك الملفات. ليفتح حديث وتكوف مع كارلسون الباب أمام تساؤلات عن السياسة الحقيقية للرئيس ترامب، وهل هناك اختلاف في الطريقة والأساليب الشخصية أم في المبادئ الجوهرية؟
كان اكتشاف خبر وجود مفاوضات مباشرة بين إدارة ترامب وحماس مفاجأة كبيرة للعالم. فقد جاء ذلك مخالفاً للقاعدة العامة التي تتبعها الإدارات الأمريكية بعدم التفاوض مع الجماعات والجهات التي تضعها واشنطن على لائحة الإرهاب، وحماس موجودة على تلك اللائحة منذ زمن بعيد.
حديث ويتكوف كشف أن دوره كان أساسياً في الحوار مع حماس عن طريق الوساطة القطرية، وبأن الحديث لم يقتصر فقط على مبعوث ترامب لشؤون الرهائن آدم بوهلر.
وتشكل قضية الأسرى الذين مازالوا محتجزين عند حماس وبينهم أمريكي واحد على الأقل مسألة مهمة بل وأولوية عند ترامب كما هو الحال عادة مع الرؤساء الأمريكيين في أي أزمة أسرى.
لكن حديث ويتكوف عن التفاوض مع حماس أوحى بأن المفاوضات تتعلق أيضاً بمستقبل غزة ولا تقتصر بالضرورة على الأسرى. صحيح أنه كان واضحاً بأن هناك شرطاً يقضي بأن تنزع حماس أسلحتها، لكنه قال بأنه من غير الواقعي توقع إنهاء وجودها. وهنا بدأ ويتكوف مبتعداً نوعاً ما عن مواقف معظم مسؤولي الإدارة التي تبدو قريبة جداً لإسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو الذي تعهد دائماً بإيقاع الهزيمة النهائية بحماس وبأنها لن تكون موجودة في مستقبل غزة والمنطقة.
يعد ويتكوف مبعوثاً غير تقليدي فهو ليس دبلوماسياً أو سياسياً معروفاً، ولا خبيراً بمنطقة الشرق الأوسط. ولكنه صديق شخصي مقرب جداً من الرئيس ترامب. عمل ويتكوف في مجال الأعمال والمال في نيويورك، كمثله الأعلى ترامب وأصبح اليوم ممثلاً له في واحدة من أهم القضايا في السياسة الدولية.
وقد لعب ويتكوف دوراً كبيراً في الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في الأيام الأخيرة لإدارة بايدن إذ اشترك في المفاوضات مقدماً في النهاية إنجازاً لترامب استهل به إدارته. بيد أن انهيار وقف إطلاق النار الآن أعاد الأنظار إلى ويتكوف وما يمكن أن يجري.
وفي مقابلته مع كارلسون وضع وتكوف التصعيد الأخير في إطار الضغط على حماس للعودة الى المفاوضات. فهو لم يختلف بشدة مع سياسة إسرائيل لكنه يرى بأن هناك اختلافاً في تقييم التهديدات التي تواجهها إسرائيل وبأن بإمكان أمريكا أن تساعد حليفتها الأقرب في الشرق الأوسط ولكن بدرجة مختلفة عن القطعية التي تتحدث عنها إسرائيل.
