السوريون يحيون عيد الاستقلال في السويداء بعد التحرر من حكم الأسد

منذ ١ يوم ١١

احتفل المئات من أبناء محافظة السويداء جنوبي سورية، اليوم الخميس، في بلدة المزرعة غربي المحافظة، بالذكرى الـ78 لجلاء المستعمر الفرنسي عن الأراضي السورية، وذلك للمرة الأولى بعيداً عن حكم آل الأسد، بعد 54 عاماً من محاولات مستمرة لطمس تاريخ الثورات السورية وتزوير الوقائع، خاصة ما يتعلق بالثورة السورية الكبرى عام 1925، وما تلاها من نضال الشعب السوري حتى رحيل آخر جندي فرنسي في 17 إبريل/ نيسان 1946.

واعتاد سكان المحافظة الاحتفال بهذه المناسبة أمام النصب التذكاري لشهداء الثورة السورية الكبرى في بلدة المزرعة، لاعتبارات عديدة؛ أبرزها أنها كانت مسرحاً لإحدى أهم المعارك التي خاضها الثوار في 2 أغسطس/ آب 1925، وسقط فيها عدد كبير من جنود الاستعمار الفرنسي. وقال محافظ السويداء مصطفى البكور إنّ "سورية لن تقبل التقسيم ولا التجزئة، وإن الشعب السوري متحد لبناء بلده بعد عقود من الدمار الذي طاول البشر والحجر".

من جهته، قال الناشط المدني عمرو المحيثاوي لـ"العربي الجديد"، إنّ "النظام البائد حاول جاهداً تشويه تاريخ النضال السوري، واستأثر بتصدر مشهد البطولات في وسائل الإعلام والكتب المدرسية، وحتى في إحياء ذكرى الجلاء، محاولاً محو تضحيات الشعب السوري من الذاكرة الجماعية، واستبدالها بمنجزات ما يسمى بالحركة التصحيحية، وما تلاها من محاولات لقمع الحريات وملاحقة الناشطين".

وأضاف: "هذا المكان الذي نحتفل فيه اليوم يمثل تاريخاً ناصعاً لنضال الأجداد. لقد منع النظام البائد الناس من الاحتفال به إلا تحت إشراف حزب البعث، ووفق تنظيم أمني صارم، وشعارات وصور وخطابات تمجّد آل الأسد. أما اليوم، وبعد 54 عاماً من محاولات تغييب هذا التاريخ، فإن السوريين يرفعون أعلام الثورة السورية، وصور إبراهيم هنانو، وصالح العلي، وحسن الخراط، ونسيب البكري، ومصطفى الخليلي، إلى جانب صورة سلطان باشا الأطرش ورفاقه، مؤكدين وحدة الدم السوري وحرية الشعب واستقلاله من كل أشكال الاحتلال".

بدوره، قال الناشط المدني ناظم سلوم لـ"العربي الجديد"، إن "من الضروري، في ظل هذه المتغيرات، أن نستذكر أبطالاً ضحّوا من أجل استقلال سورية من الاستعمار، ورفضوا كل محاولات التجزئة، وسعوا من أجل وحدة الشعب والأرض". وأضاف: "لعل أبرز ما عبّر عنه المحتفلون اليوم هو رفضهم لأي شكل من أشكال الانقسام أو التبعية لأية جهة خارجية، وتأكيدهم الأمل في تجاوز المحن والضغوط، والانطلاق نحو بناء سورية، بلد المواطنة والعدالة بين جميع مكوناتها". كما شجب الحضور في بلدة المزرعة التدخلات الإسرائيلية في الجنوب السوري، مؤكدين وقوفهم إلى جانب إخوتهم في درعا والقنيطرة في وجه أي اعتداء على الأرض السورية.

قراءة المقال بالكامل