احتفل مئات المواطنين والمواطنات في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء جنوب سورية بذكرى ثورة السوريين على نظام بشار الأسد، رافعين حناجرهم ولافتاتهم ضد التغول الإسرائيلي في جنوب البلاد، وهاتفين لسورية موحدة خالية من الاستبداد والسلاح، وناطقة بالعدل. المحتفلون الذين عادوا من بنك الدم بعد أن قاموا بحملة كبيرة للتبرع لأهالي محافظة درعا، عقب الغارات الجوية الغادرة التي أصابت المدنيين، أكدوا أن الدم السوري واحد، ولا بديل عن دولة قوية متماسكة ضد كل ما يحاك لها في السر والعلن، متمسكين رغم كل المخططات التي تجري بالمنطقة، أن سورية تنهض بوحدة سكانها.
الناشط المدني منيف رشيد قال لـ"العربي الجديد"؛ إنه "منذ 14 عاماً على قيام الثورة نحتفل بلا خوف من نظام مستبد، ولا من الذين رهنوا أنفسهم لصالح الباطل"، مشيراً إلى أن حزب البعث والأجهزة الأمنية انتهوا إلى غير رجعة؛ "رغم أن العقلية الأمنية ما زالت تعشش، وتحتاج إلى وقت طويل كي تنضج وتفكر ببناء الدولة".
وأشار رشيد إلى أن ما جعل ذكرى 18 آذار حزينة اليوم، هو العدو الإسرائيلي الذي استباح سماء الجنوب السوري وقتل المدنيين، مؤكداً أنه لا يريد لهذه الأرض أن تنهض، وعلى السوريين أن يتعلموا الدرس جيداً، خاصة لأولئك الذين يعولون على دولة احتلال.
وعلى نفس السياق؛ لبّى أهالي السويداء اليوم نداء ناشطين مدنيين للتبرع بالدم لمساعدة جرحى محافظة درعا، وذلك بعد إعلان مشفى درعا الوطني عن حاجته الماسة لأكياس الدم، إثر العدوان الإسرائيلي الذي استهدف المدينة أمس الاثنين بأكثر من 30 غارة جوية.
وأكد الدكتور مرهف كيوان، رئيس بنك الدم في السويداء، أن هذه الحملة تأتي تأكيداً على وحدة الدم السوري بين جميع المحافظات، مشيداً بتجاوب الأهالي مع الدعوة للتبرع. كما أوضح أن الحملة مستمرة لتلبية الاحتياجات الطبية الطارئة في درعا.
وقال أحد المتبرعين في بنك الدم لـ"العربي الجديد"؛ إنه "من المؤسف أن نحتفل اليوم بالذكرى 14 لانطلاقة الثورة السورية وفي نفس الوقت تتعرض محافظة درعا مهد الثورة لعدوان سافر، وكأن العدو الاسرائيلي أراد لهذا الشعب أن يبقى مضرجاً بالدماء، وأن تبقى الحرية هدفاً دائماً تتوارثها أجيال الأحرار".
وأضاف: "ليس غريباً أن يستجيب شباب السويداء لنداءات الأحرار في درعا، بما أن ثورتنا المباركة انطلقت منها، وطالما سعت لوحدة الشعب السوري وجمعت بين مكوناته تحت شعارات الحرية والعدالة والمساواة، ومازالت تنشد السلام بين كل مكونات المجتمع السوري". وتابع: "أما نحن أبناء الجنوب فما يجمعنا هو أكبر من التشدد والفرقة، فنحن أبناء البازلت الأسود وحوران السهل والجبل".
يشار إلى أن القصف الإسرائيلي على المدينة أسفر عن سقوط ثلاثة شهداء وإصابة 19 شخصاً بجروح متفاوتة الخطورة، وفق الحصيلة النهائية. والجدير ذكره أن مشكلة نقص الزمر الدموية في سورية ناتجة عن إلغاء التجنيد الاجباري، والمعاملات السابقة التي كان يفرض فيها التبرع بالدم أيام النظام السوري السابق، ما جعل نداءات التبرع بالدم متواصلة، خاصة لوجود آلاف المرضى بالسرطان والأحداث الأمنية.
