جدد حزب العمال الكردستاني الذي يوجد في مناطق واسعة من شمالي العراق، التزامه بتنفيذ دعوة مؤسسه عبد الله أوجلان، بإلقاء السلاح وحل الحزب لنفسه، كما دعا الحزب إلى خطوات "عملية" في مسار السلام، منتقداً استمرار الهجمات التركية على مواقع الحزب. وفي وقت متأخر من ليل أمس الجمعة، صدر بيان عن اللجنة التنفيذية لحزب العمال، قال فيه إن "زعيم الحزب عبد الله أوجلان أطلق نداء تاريخياً عبر الوفد الذي زاره، وقد أعلنا وقف إطلاق النار بهدف تمهيد الطريق لاتخاذ خطوات عملية".
وأكد البيان وفقاً لوسائل إعلام عراقية كردية نقلاً عن اللجنة التنفيذية للحزب إنها "ليست قلقة وتدرك جيداً الصعوبات التي تنطوي عليها أعمالها"، معربة عن سعادتها لـ"الاستقبال الإيجابي لدعوة أوجلان ووقف إطلاق النار في الداخل والخارج"، مشددة أنه "من أجل نجاح العملية، إلى جانب التفكير العميق والخطوات المشتركة، فإن الاستفادة الجيدة من الوقت أمر مهم أيضاً".
وأضاف أن "العملية لم يشُبها أي أوجه قصور، وقد اتخذ الحزب الخطوات اللازمة"، داعياً إلى أن "الدعم الملموس والخطوات العملية يجب أن تحل محل الفرح والتمني"، مشيراً إلى أن "هناك من ينتقد وقف إطلاق النار الذي أعلناه قبل 15 يوماً، ويقولون إن هذه الخطوة غير كافية، في حين أنه إذا لم تصمت الأسلحة، فلن يكون هناك أي حوار صحي، ناهيك عن خطوات عملية".
وتابع "بالتأكيد لا يمكن اعتبار وقف إطلاق النار من جانب واحد خطوة عملية، ولكي تتخذ خطوات عملية، من الضروري إسكات جميع الأسلحة"، مشيراً إلى "انخفاض في هجمات الجيش التركي على مقاتليه (مقاتلي الحزب) مقارنة بالمرحلة التي سبقت وقف إطلاق النار"، مستدركاً "لكن ذلك لا يزال غير كاف".
وأوضح، أنه "في الأسبوعين الماضيين، حيث كان هناك وقف إطلاق نار من جانب واحد، كانت هناك 73 غارة جوية، و4175 هجوم مدفعي للمناطق، كما استخدمت أسلحة محظورة 8 مرات"، معتبرة أن "الجدية والحساسية والصبر في هذه المرحلة أمور مهمة، كما أن إطلاق سراح عبد الله أوجلان يعد ضرورياً".
وكان وزير الدفاع التركي يشار غولر، قد دعا الجمعة الماضية، حزب العمال الكردستاني إلى حل نفسه، وتسليم أسلحته من دون قيد أو شرط وبأسرع وقت، ولن نسمح بتخريب مسار حل تنظيم العمال الكردستاني نفسه، أو استغلاله أو إطالته، وسيتم اتخاذ نهج حذر وعقلاني أساساً لهذا المسار.
في السياق ذاته، قال جميل بايك، أحد قادة حزب العمال الكردستاني لوسائل إعلام كردية، إن "عقد مؤتمر في هذه الظروف مستحيل وخطير"، في إشارة إلى عقد مؤتمر حل الحزب. وأضاف: "كل يوم، تحلق طائرات استطلاع (تركية)، كل يوم يقصفون، كل يوم يهاجمون، لكن هذا المؤتمر سيعقد إذا تم استيفاء الشروط".
هدوء حذر في مناطق مسلحي حزب العمال الكردستاني
من جهته، أكد ضابط برتبة نقيب في قوات البيشمركة الكردية، في محافظة دهوك أقصى شمالي العراق، أن تحركات مسلحي العمال في مناطق وجودهم شمال أربيل وشرقي دهوك تراجع نشاطها كثيراً. وبيّن الضابط الذي اشترط عدم ذكر اسمه لـ"العربي الجديد"، أن "الطيران التركي لم يتوقف منذ دعوة أوجلان، وقد نُفذت عدة هجمات خلال الفترة المذكورة". وأضاف "هناك مخاوف من قبل مسلحي الحزب الذي قيّد من تحركاته بشكل واضح".
وكانت الدعوة التي أطلقها، أوجلان إلى حزب العمال بإلقاء السلاح والانتقال إلى العمل السياسي، قد قوبلت بردات فعل دولية مرحبة بالخطوة التي قد تنهي أربعة عقود من الصراع. وقال أوجلان في الإعلان الذي تلاه وفد من نواب "حزب المساواة وديمقراطية الشعوب" (ديم) المؤيد للأكراد، الذي زاره في سجنه في جزيرة إيمرالي، قبالة إسطنبول، إن "على جميع المجموعات المسلحة إلقاء السلاح وعلى حزب العمال الكردستاني حل نفسه"، وأكد أنه يتحمل "المسؤولية التاريخية عن هذه الدعوة".
