الهند تنضم إلى حرب الرسوم الجمركية على الصلب

منذ ٦ ساعات ١٢

تتجه الهند نحو الانضمام إلى موجة الإجراءات الحمائية في قطاع الصلب، حيث تجهز خططاً لفرض رسوم على الواردات، بعد أسبوع واحد من دخول قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات بلاده من الصلب والألمنيوم حيز التنفيذ.

واقترحت وزارة التجارة الهندية، وفق بيان لها، أمس الأربعاء، فرض رسم بنسبة 12% على مجموعة واسعة من منتجات الصلب المستوردة، في الوقت الذي تواجه فيه سوق الصلب العالمية حالة من الاضطراب، في ظل اتخاذ العديد من الدول إجراءات حمائية لمواجهة تدفق المعادن على أسواقها، خاصة من الصين، التي تنتج مليار طن من الصلب سنوياً.

وقالت الوزارة إن الإجراءات الوقائية تستخدم في "أوقات زيادة الواردات غير المواتية وغير المتوقعة التي تسبب أو تهدد بالتسبب في ضرر دائم للصناعة المحلية". وتعتبر الهند ثاني أكبر منتج للصلب في العالم، وانضمت إلى دول عديدة من آسيا إلى أوروبا وأميركا اللاتينية، تحاول التكيف مع قرار ترامب فرض رسوم على الواردات الأميركية.

ووفقاً لقرار أولي بعد تحقيق أجرته هيئة التجارة الهندية، سيتم تطبيق الرسوم الجمركية المقترحة على الواردات الهندية من الصلب لمدة 200 يوم، في حين سيصدر القرار النهائي في هذا الشأن بعد 30 يوماً من التشاور وجلسة استماع عامة. كما أشارت الهند إلى تأثير العديد من التدابير التجارية العالمية، فضلاً عن تباطؤ الطلب وتزايد الطاقة الإنتاجية للصلب في مختلف أنحاء آسيا. وقالت الوزارة: "نواجه ظروفاً حرجة، وإن أي تأخير في تطبيق التدابير الوقائية المؤقتة قد يُسبب ضرراً سيكون من الصعب إصلاحه".

وقال شانخاديب موخيرجي، كبير المحللين لدى مجموعة الاستشارات "سي آر يو"، لوكالة بلومبيرغ الأميركية: " تشهد السوق المحلية للصلب ازدياداً كبيراً في الطاقة الإنتاجية الجديدة، لذا سيكون هناك بعض الدعم الآن بفضل هذه الرسوم". وعلى خلفية هذه الأنباء ارتفعت أسعار أسهم شركات الصلب الهندية في تعاملات، أمس، حيث ارتفع سهم "ستيل أوثوريتي أوف إنديا" المملوكة للدولة بنسبة 5% وسهم "تاتا ستيل" بنسبة 2.9% و"غيندال ستيل أند باور" بأكثر من 2%.

وأدت أزمة القطاع العقاري في الصين إلى زيادة كبيرة في صادراتها من الصلب، مما ساهم في خلق فائض كبير في السوق العالمية في ظل ضعف الطلب العالمي. ورغم أن منتجي الصلب في الصين قللوا الإنتاج، إلا أن البلاد لا تزال تصنع كميات تفوق احتياجاتها المحلية، وقد ارتفعت صادراتها إلى أعلى مستوى لها منذ تسع سنوات في عام 2024. وزادت واردات الهند من الصلب الجاهز من الصين بنسبة 80% إلى 1.6 مليون طن خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2024، حسب بيانات حكومية.

ونما إنتاج الصلب في الهند بسرعة خلال العقد الماضي، ومع ذلك لم يتجاوز في العام الماضي 15% من إنتاج الصين. ويخطط المنتجون في الهند لتوسعات كبيرة على المدى الطويل لدعم التوسع الحضري والتصنيع في البلاد. ومن شأن فرض الرسوم، توفير بعض أوجه الدعم لشريحة واسعة من منتجي الصلب الذين طلبوا إجراء التحقيق من خلال رابطة الصلب الهندية. وطلب العديد من المنتجين من الحكومة فرض رسوم وقائية لأجل أربع سنوات.

وتنذر الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الصلب والألمنيوم، التي دخلت حيز التنفيذ اعتباراً من الأربعاء الماضي، بنشوب "حرب صلب عالمية"، إذ ستضطر دول أخرى إلى اتخاذ إجراءات حمائية خوفاً من توجه فائض الآخرين إلى أسواقها، ما يخلق مشكلات تجارية كبيرة بين هذه الدول والصين تحديداً ويربك الأسواق.

على سبيل المثال، تفرض كوريا الجنوبية وفيتنام رسوماً على الصلب، بينما يشدد الاتحاد الأوروبي تدابير الحماية، وتسعى مصانع في أميركا اللاتينية إلى مزيد من الدعم. وغالباً ما يكون الهدف من هذه التحركات هو الصين، المنتج المهيمن. وتكمن المخاطرة التي تواجه شركات الصلب حول العالم في أن رسوم ترامب قد تؤدي إلى تفاقم فائض المعروض، مما يزيد الضغوط على المنتجين والحكومات في وقت تعاني فيه السوق ضعف الطلب على المعدن بالفعل. ويُعد المعدن حجر الأساس للاقتصاد العالمي، إذ تطمح معظم الدول الكبرى إلى امتلاك صناعة صلب قوية.

قراءة المقال بالكامل