الولايات المتحدة: مسيرتان للإفراج عن طالب فلسطيني افتخر ترامب بحبسه

منذ ١ أسبوع ١٦

شهدت العاصمة الأميركية واشنطن ومدينة نيويورك، مسيرتان للمطالبة بالإفراج عن طالب جامعة كولومبيا الفلسطيني المعتقل محمود خليل، والذي تسعي إدارة الرئيس دونالد ترامب لترحيله عقب مشاركته في مظاهرات شهدها الحرم الجامعي خلال العام الماضي ضد العدوان الإسرائيلي على غزة، بزعم أنه "متطرف يدعم حماس". وبدأت المسيرة أمام وزارة الأمن الداخلي، وتحركت إلى مقر إدارة الهجرة والجمارك، ورفع المشاركون شعارات "أفرجوا عن محمود خليل الآن، وأنقذوا حرية التعبير، والإبادة الجماعية هي المشكلة وليس طلابنا"، ورددوا شعارات مثل "عندما يتم احتلال البلاد فالمقاومة عادلة"، و"ارفعوا أيديكم عن الطلاب".

وكان محمود خليل، وهو طالب دراسات عليا بجامعة كولومبيا، ومقيم شرعيا بالولايات المتحدة وحاصل على البطاقة الخضراء، قد اعتقل من قبل عملاء الهجرة بعد مداهمة شقته السكنية التابعة للجامعة ليل السبت الفائت، على خلفية مشاركته في تنظيم اعتصامات داخل الحرم الجامعي احتجاجا على الحرب الإسرائيلية على غزة. وأكدت محاميته، إيمي جرير، أن السلطات زعمت في البداية أنها ألغت تأشيرته الطلابية، لكنها عندما علمت بأنه مقيم دائم، حاولت سحب إقامته، غير أن قاض قرر منذ ساعات أوقف أمر الترحيل، وحدد يوم الأربعاء لتنظر المحكمة في الدعوى القضائية التي تطعن في احتجازه.

وخلال المظاهرة، أعربت الناشطة ميديا بنجامين، عضو مؤسس لمنظمة كود بينك، وهي حركة ناشطة من أجل السلام، عن استنكارها الشديد لاعتقال خليل، وقالت "نشعر بصدمة وحزن شديدين لرؤية السلطات تستهدف شخصا يحمل البطاقة الخضراء، فهو لم يرتكب أي جريمة، وهو متزوج من أميركية حامل في شهرها الثامن. إنه شخص وقف ضد المجازر التي تحدث في غزة، وإذا استطاعوا استهدافه، فهذا يعني أنهم يستطيعون استهداف أي من الـ12 مليون شخص الحاملين للبطاقة الخضراء في الولايات المتحدة أو أي شخص لا يعجبهم خطابه".

ودانت بنجامين، اعتقال محمود خليل في قضية تتعلق بحرية التعبير وبسبب آرائه، رغم عدم ارتكابه جريمة، وحذرت من أن هذا النوع من القمع يمكن أن يمتد ليشمل أي شخص يعارض السياسات الأميركية، قائلة: "عندما نرى هذا المستوى من القمع، فإنه يبعث برسالة تهديد لكل الجامعات والناس في أنحاء البلاد، أنه أصبح من الصعب الآن الدفاع عن فلسطين أو أي قضية أخرى عندما تعرف أن ذلك قد يؤدي إلى اعتقالك أو احتجازك أو حتى اختفائك"، مضيفة أن هذا أمر يمثل مستوى جديدا من القمع يجب على الجميع مقاومته.

ومن جانبها، قالت الناشطة تالا: "نحن هنا اليوم للدفاع عن محمود خليل وضد الهجوم على الأشخاص أصحاب الضمائر الذين يجرؤون على التحدث ضد الطغيان والإمبريالية ودعم الإبادة الصهيونية في فلسطين".

وفي مدينة نيويورك، تجمع مئات الناشطين رافعين شعارات تندد باعتقاله وتطالب بإطلاق سراحه الفوري، وانطلقت المسيرة من أمام محكمة الهجرة، حيث يرى المتظاهرون أن اعتقاله يأتي في سياق حملة قمع متزايدة تستهدف الطلاب الداعمين للقضية الفلسطينية، وسط مخاوف من تصعيد الإجراءات ضد الناشطين المعارضين. وأثارت قضية خليل موجة استنكار واسعة من منظمات حقوقية، وتم جمع أكثر من مليون و780 ألف توقيع للمطالبة بالإفراج عن الطالب.

يذكر أن الرئيس ترامب عبر على صفحات التواصل الاجتماعي عن افتخاره بالقبض على الطالب الفلسطيني، وأكد أن هناك طلاب آخرين من جامعات أخرى سيتم اعتقالهم، واتهم متظاهرين بالجامعات بأنهم حاصلين على تمويل مالي وأن عددا منهم ليسوا طلابا، كما كتب البيت الأبيض على موقع إنستغرام منشورا جاء فيه: "شالوم محمود"، للإشادة بخبر القبض عليه.

قراءة المقال بالكامل