اليابان تكثف صادراتها قبل رسوم ترامب

منذ ٨ ساعات ١٢

ارتفعت الصادرات اليابانية بوتيرة أسرع، إذ زادت الشركات من الطلبيات قبل تطبيق إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية أعلى على الواردات. وقفزت قيمة الصادرات بنسبة 11.4% في فبراير/شباط الماضي مقارنة بالفترة نفسها من العام 2024، بينما تراجعت الواردات بنسبة 0.7%، وفقاً لبيانات صادرة عن وزارة المالية، أمس الأربعاء.

عادت اليابان إلى تحقيق فائض تجاري بلغ 584.5 مليار ين (3.9 مليارات دولار). وأسهمت التجارة في دعم نمو الاقتصاد خلال الربع الأخير من العام الماضي، إذ ارتفع صافي الصادرات، كما استمرت الشحنات إلى الخارج في الازدياد خلال أول شهرين من العام الجاري. ويعود جزء من هذا الارتفاع إلى مساعي الشركات لتكثيف الصادرات قبل سريان رسوم جديدة في الولايات المتحدة.

وقال الخبير الاقتصادي في معهد أبحاث "ميجي ياسودا" الياباني، يويتشي كوداما: "أعتقد أن جزءاً من نمو الصادرات قد يكون ناتجاً من موجة طلبات قبل دخول رسوم ترامب الجمركية حيز التنفيذ"، لكن مدى تأثير ذلك تحديداً لا يزال غير واضح.. من المهم ملاحظة أن الصادرات إلى الولايات المتحدة تراجعت من حيث الحجم" رغم ارتفاع قيمتها.

على مستوى المناطق، ارتفعت الشحنات إلى الولايات المتحدة بنسبة 10.5% من حيث القيمة، لكنها انخفضت بنسبة 3.3% من حيث الحجم. في المقابل، زادت الصادرات إلى الصين بنسبة 14.1%، بفضل تأثير عطلة رأس السنة القمرية على الأرجح، بينما تراجعت الصادرات إلى أوروبا بنسبة 7.7%.

وتواجه تدفقات التجارة العالمية الآن مخاطر اضطرابات كبيرة مع استمرار ترامب في تصعيد حملته لفرض الرسوم الجمركية، مستهدفاً دولاً مثل كندا والمكسيك، حيث تملك شركات صناعة السيارات اليابانية قواعد إنتاج كبرى في الدولتين. كما أن تجدد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين يهدد بخلق تداعيات سلبية على اليابان، التي تعتمد على هذين البلدين باعتبارهما أكبر شريكين تجاريين لها.

وخفضت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، هذا الأسبوع، توقعاتها لنمو الاقتصاد العالمي خلال 2025 إلى 3.1%، في ضوء الاضطرابات التي تضغط على التجارة العالمية. وقال كوداما، وفق وكالة بلومبيرغ: "لا أعتقد أن الطلب الخارجي قوي إلى هذه الدرجة.. تنمو الصادرات من حيث القيمة بسبب تأثير أسعار الصرف بشكل أساسي، لكن نموها من حيث الحجم لا يزال بطيئاً، لذا يبقى أن نرى ما إذا كان هذا الزخم سيستمر".

بلغ متوسط سعر العملة اليابانية 154.61 يناً مقابل الدولار الأميركي في فبراير/ شباط الماضي، مسجلة انخفاضاً 4.3% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بحسب وزارة المالية. وحتى الآن، لم تنجح اليابان في الحصول على إعفاء من الرسوم المباشرة التي فرضتها إدارة ترامب، رغم الاجتماع الذي بدا إيجابياً بين زعيمي البلدين خلال الشهر الماضي. ولم تلق مناشدات وزير التجارة الياباني يوجي موتو لكبار المسؤولين في واشنطن في وقت سابق من مارس/آذار الجاري أي استجابة على ما يبدو.

وسجلت اليابان فائضاً تجارياً مع الولايات المتحدة بلغ 6.1 مليارات دولار خلال فبراير/شباط الماضي، بزيادة 29% مقارنة بالعام السابق. وارتفعت شحنات السيارات إلى السوق الأميركية بنحو 14%. وكثيراً ما انتقد ترامب العجز التجاري الأميركي مع اليابان، واتهم مؤخراً اليابان والصين بتحقيق مكاسب غير عادلة من خلال سياسات أسعار الصرف الأجنبي، وهو ما نفته اليابان. ولطالما انتقدت واشنطن أيضاً معايير السلامة على الطرق في اليابان، معتبرة إياها عائقاً غير جمركي يحد من صادرات شركات السيارات الأميركية إلى السوق اليابانية.

قراءة المقال بالكامل