انقطاع عام جديد للتيار الكهربائي في كوبا

منذ ٣ ساعات ١٢

شهدت كوبا، ليل أمس الجمعة، انقطاعاً عاماً جديداً للتيار الكهربائي بسبب انهيار الشبكة الوطنية، وهو الرابع خلال خمسة أشهر في الجزيرة التي تعاني من أزمة اقتصادية. وقالت وزارة الطاقة والمناجم: "تسبب عطل في انخفاض كبير في طاقة التوليد غربي البلاد، وانهيار نظام الكهرباء الوطني".

وكتب رئيس الوزراء مانويل ماريرو كروز على منصة "إكس": "نعمل بلا كلل لمواجهة الانقطاع غير المتوقع لنظام الكهرباء الوطني، وإعادة التيار في أسرع وقت". وقبل منتصف الليل أعلنت السلطات أن دوائر كهربائية مستقلة تزود قطاعات ذات أولوية مثل المستشفيات في بعض المحافظات بالطاقة.

وفي مشاهد باتت اعتيادية غرقت شوارع هافانا بالعتمة، ما دفع الناس إلى الاستعانة بأضواء الهواتف والمصابيح. وقالت كارين غوتييريش (32 عاماً)، وهي بائعة مثلجات في هافانا: "الأمر مروع، تنتظرنا عطلة أسبوع معتمة". وأضيئت الأنوار في عدد قليل من الفنادق والشركات الخاصة المزودة بمولدات كهربائية خاصة، والمستشفيات.

وقالت أنجليكا كاريداد مارتينيز من سكان مدينة كاماغوي (وسط البلاد): "كنت أوشك على تناول العشاء عندما انقطع التيار الكهربائي. لم أعد جائعة. فقدتُ شهيتي فجأة. هذا الوضع لا يطاق، لا يمكن أن يعيش أحد هكذا". أما أندريس لوبيز (76 عاماً) من سكان مقاطعة هولغين فقال إنه يتوقع أن يتكرر انقطاع الكهرباء بهذه السرعة، وأضاف: "يزعجني الأمر لنرى متى سيعيدون الكهرباء".

وجاءت هذه الأعطال المزمنة في شبكة الكهرباء في ظل أزمة اقتصادية تعيشها الجزيرة ذات النظام الشيوعي، وتعدّ الأسوأ منذ 30 عاماً، وأدت إلى نقص في الغذاء والدواء والوقود وارتفاع التضخم. وأعلنت وزارة الطاقة والمناجم أن عطلاً حصل الجمعة في محطة كهرباء فرعية في حيّ ديزميرو جنوبي هافانا، وأوضحت أنه أول انقطاع واسع النطاق للتيار الكهربائي هذا العام، علماً أن السكان يواجهون انقطاعات شبه يومية تستمر أربع أو خمس ساعات في أجزاء كبيرة من العاصمة.

وفي المقاطعات قد يستمر انقطاع الكهرباء أكثر من 20 ساعة يومياً. وتعاني محطات الطاقة الحرارية الثماني في كوبا التي بدأ تشغيلها جميعها في ثمانينيات أو تسعينيات القرن الماضي، من أعطال متكررة. وتساعد بواخر تركية للطاقة في تعزيز الشبكة الوطنية الكوبية. وبسبب النظام القديم لإنتاج الكهرباء شهدت الجزيرة التي يعيش فيها 9.7 ملايين شخص ثلاثة انقطاعات واسعة خلال الربع الأخير من عام 2024، استمر اثنان منها أياماً عدة.

وفي منتصف أكتوبر/ تشرين الأول، تسبب عطل في محطة غيتيراس، أكبر محطات الطاقة في كوبا، في انقطاع التيار الكهربائي عن الجزيرة لأربعة أيام. وتعرضت المحطة نفسها لعطل آخر أدى إلى توقف الشبكة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وقبل شهر تسبب الإعصار "رافايل" في انقطاع التيار عن أنحاء البلاد.

وتعزو القيادة الكوبية أسباب انقطاع الكهرباء إلى الحظر التجاري الأميركي المستمر منذ ستة عقود، والذي شُدِّد خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب (2017-2021). ومن أجل تعويض نقص الكهرباء تُسارع كوبا إلى إنشاء ما لا يقل عن 55 محطة للطاقة الشمسية بتكنولوجيا صينية بحلول نهاية هذا العام. وتقول السلطات إن هذه المنشآت ستُولّد نحو 1200 ميغاوات، أي نحو 12% من إجمالي الطاقة الكهربائية الوطنية.

(فرانس برس)

قراءة المقال بالكامل