دخل سلاح الجو الإسرائيلي في حالة استعداد ويقظة تحسباً لرد جماعة الحوثيين في اليمن إثر الهجمات الجوية المُكثّفة التي تشنها الولايات المتحدة منذ الأمس ضد أهداف في محافظات يمنية عدّة، خلّفت 32 قتيلاً و101 جريح. ووسط حالة التأهب، يستعد الجيش الإسرائيلي، وفقاً للقناة 13، لتجدد إطلاق الصواريخ من اليمن، إذ رفع الاستعدادات في المنظومات الجوية الدفاعية؛ وبموازاة ذلك يفحص الجيش ما إذا كان الصاروخ الذي أطُلق من اليمن الليلة، وسقط في شرم الشيخ، مُعداً لاستهداف إسرائيل أم أهدافٍ أميركية تتواجد في محيط سقوطه. ووصلت آخر الصواريخ من اليمن إلى الأراضي الفلسطينيى المحتلة في 9 يناير/كانون الثاني، قُبيل وقف إطلاق النار المُوقع بين إسرائيل وحماس؛ إذ أطلق الحوثيون أيضاً طائرات مُسيّرة نجحت المنظومات الدفاعية الإسرائيلية في إسقاطها. وفي وقت سبق ذلك، نشر الاحتلال بيانات رسمية حول مجمل الاستهدافات من اليمن، مشيراً إلى أنه منذ بداية الحرب، أُطلقت من اليمن نحو 320 مُسيّرة، مئة منها أسقطها سلاح الجو، و"طائرتان فحسب تمكّنتا من إصابة أهدافهما بدقة"، فيما البقية إمّا سقطت في "مناطق مفتوحة"، أو قبل وصولها إلى إسرائيل، أو أنها "لم تُحدث ضرراً فعلياً".
وأتى سقوط الصاروخ في شرم الشيخ رداً على شروع واشنطن في عملية عسكرية ضد الحوثيين استهدفت خلالها مدن صنعاء، وصعدة، وذمار، والبياضة. وقد أتت بعد أن هدد زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، باستئناف التضييق على التجارة العالمية التي تمر عبر مضيق باب المندب، واستهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل خصوصاً، وذلك جزءاً من العمليات العسكرية الهادفة إلى دعم قطاع غزة، وفك الحصار الإسرائيلي عنه.
وفي وقتٍ سابق أمس، تطرّق البيت الأبيض إلى هذه الهجمات مشيراً في بيان إلى أنه "ما من قوّة إرهابية بمقدورها حظر الملاحة الحرّة للسفن الأميركية في الممرات المائية في أنحاء العالم". وأضاف البيان أنه "على مدى سنوات استهدف الحوثيون سفناً وطائرات للجيش الأميركي، ضمنها سفنٌ حملت علم الولايات المتحدة، كما أنهم هددوا مواطنينا، وهاجموا حلفاءنا في المنطقة"، وتابع البيت الأبيض "مرّت أكثر من سنة، منذ أبحرت سفينة تجارية أميركية بأمن في قناة السويس، والبحر الأحمر، وخليج عدن. أممنا الاقتصادي القومي مستهدف من الحوثيين منذ زمن، واليوم وصل الفعل القيادي للرئيس دونالد ترامب لينهي الأمر".
بدوره، قال ترامب في رسالة موجهة إلى الحوثيين إنّه "حان أجلكم، وهذا تهديد لإيران أيضاً توقفوا عن دعم الحوثيين"، وأضاف الرئيس الأميركي الذي ما فتأ يفتح بوابات جهنّم واحدة تلو الأخرى منذ عاد إلى المكتب البيضاوي "لن نحتمّل هجمات الحوثيين ضد السفن الأميركية، وسنستخدم القوّة الفتاكة حتّى تحقيق أهدافنا، ولن نسمح لأي ذراع إرهابية بمنع السفن الأميركية من الإبحار بحرية"، على حد تعبيره.
إلى ذلك، هدد الحوثيون بمقابلة "التصعيد بالتصعيد"، لافتين إلى أن "العدوان ضد اليمن يُشجع إسرائيل على مواصلة حصارها لغزة، وأن ادّعاءات الرئيس الأميركي بشأن تهديد الإبحار العالمي من مضيق باب المندب، كاذبة ومضلّلة للرأي العام الدولي، والحصار المائي الذي أعلنته اليمن دعماً لغزة اقتصر على استهداف السفن المتهجة إلى إسرائيل".
