تنتظر المدير الفني الجديد للمنتخب الليبي أليو سيسيه (48 عاماً)، تحديات كبيرة على المدى القصير، وأخرى على المدى المتوسط، بالنظر لوضع منتخب ليبيا وتراجعه كثيراً في السنوات الأخيرة، وتأتي التحديات بعدما وافق على خوض تجربة تعقب نهاية عهده بمنتخب "أسود التيرنغا"، الذي حقق معه لقب بطولة أمم أفريقيا 2021، وأهّله لخوض كأس العالم في مناسبتين.
وسيحمل سيسيه دفتر الملاحظات ليدوّن النقائص في قائمته بداية من المعسكر المرتقب، تحضيراً لمباراتي أنغولا والكاميرون في تصفيات كأس العالم 2026، حيث سيحاول التقرب من لاعبيه المعنيين بالمعسكر، ويراقبهم رفقة جهازه الفني، قبل الشروع في عمل أكبر بعد المعسكر، وهو الأهم بالنسبة إليه على المدى المتوسط. وسيتعين على المدرب السنغالي أن يحفّز لاعبيه للفوز بالمباراتين وإحداث المفاجأة التي تنتظرها الجماهير الليبية، حيث سيسمح له التغلب على أنغولا والكاميرون في جمع ست نقاط تضمن لليبيا الصدارة، بما أن الفارق بينها وبين المتصدر (الكاميرون) نقطة واحدة، ومنتخب "فرسان المتوسط" يحتل المرتبة الثانية، بفضل أداء مميز قدمه في الجولات الأولى.
وبعد ذلك، ستكون أمام أليو سيسيه مهمة معاينة مباريات الدوري الليبي الكثيرة، بما أن المنافسة تقام بحضور 35 نادياً، في حين يتشكل المنتخب الليبي في مجمله من اللاعبين المحليين، وهو ما يستدعي حضوره الدائم في ليبيا، بينما ستكون الفرصة ملائمة له بالنظر للفارق الزمني القصير بين المباريات، ما يعطيه القدرة على اختيار اللاعبين الأفضل. ولا شك أن المنتخب الليبي يعاني من مشاكل معنوية كبيرة حالت دون تأهله للمنافسات القارية مثل بطولة أمم أفريقيا لعدة نسخ، بما أن ليبيا تغيب عن هذه المنافسة منذ عام 2012، ناهيك عن بطولة كأس العالم التي لم يسبق للمنتخب الليبي أن شارك فيها، بينما تبقى حظوظه قائمة هذه المرة بعد زيادة عدد المنتخبات المتأهلة.
وسيحاول سيسيه أن يجد حلاً لمشكل اللغة لأنه يتحدث اللغة الفرنسية، وهي لغة دخيلة على ليبيا، لتكون اللغة الإنكليزية هي الحل الأقرب، كونها لغة عالمية تسمح بالتواصل بين اللاعبين والمدربين عادة في الأندية والمنتخبات، فيما يبقى عامل الوقت مهما في هذه المرحلة المفصلية والتي قد تحمل مفاجآت سارة للمشجعين الليبيين.
