تعاون بين الصين والسعودية في مجال تطوير الطاقة النووية

منذ ٣ ساعات ١٠

وقّعت الصين والمملكة العربية السعودية، أمس الاثنين، مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال سلامة وأمن تطوير الطاقة النووية، وذلك خلال المنتدى الأول بين الصين ومجلس التعاون الخليجي حول الاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية الذي عقد في تشنغدو بمقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين.

واستضافت هيئة الطاقة الذرية الصينية فعاليات المنتدى الذي جمع مسؤولين وخبراء نوويين من الصين والمملكة العربية السعودية والبحرين والكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى. وأشاد المشاركون بتطوير الصين للطاقة النووية المستدامة وسجلها في مجال السلامة النووية، ودعوا إلى تنسيق الجهود لمواجهة التحديات وتعزيز التعاون والسعي لتحقيق نمو مشترك.

وتهدف مذكرة التفاهم الموقعة بين هيئة الطاقة الذرية الصينية والهيئة التنظيمية النووية في المملكة العربية السعودية إلى تعزيز التعاون في مجالات السلامة والأمن النوويين ومنع الانتشار والاستجابة للطوارئ من خلال تبادل الموظفين وبرامج التدريب والمشاورات الفنية وإنشاء مجموعات عمل مشتركة. وتعهد البلدان بتعميق التعاون في مجال الأمن النووي، وأشادت وسائل إعلام صينية، اليوم الثلاثاء، بهذه الخطوة وقالت إنّ دول الخليج تتطلع إلى تجارب الطاقة النووية الوطنية لتحقيق النمو المستدام.

وقال مدير هيئة الطاقة الذرية الصينية، شان تشونغ دي، في كلمة الافتتاح، إنّ الصين ستواصل دعم التعددية الحقيقية، والسعي لتحقيق التميز، والوفاء بالتزاماتها، والعمل مع جميع الشركاء لتعزيز التعاون النووي الدولي، وتبادل الخبرات التقنية، والمساهمة بالموارد لبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك يسوده السلام والمنفعة المتبادلة والرخاء المشترك.

من جهته، قال الأمين العام للهيئة الصينية للطاقة الذرية هوانغ بينغ، إنّ العديد من الدول لا تزال تعاني من نقص في الكفاءات وضعف في اللوائح التنظيمية، ما يجعل من الضروري تحسين تنفيذ المشاريع، وتنمية رأس المال البشري، وتعزيز التعاون القيادي. وأضاف أنّ الصين، من خلال التعاون الدولي، قد بنت إطارًا تنظيميًا محليًا شاملًا للسلامة النووية، ودرّبت عددًا كبيرًا من المتخصصين على استخدام أحدث التقنيات والمعايير. وذكر أن الصين تخطط لتقديم المزيد من الخدمات والمنتجات التقنية عالميًا لتعزيز النمو المشترك.

ونقلت صحيفة غلوبال تايمز الصينية الحكومية، عن الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم محمد البديوي، قوله: "سياسيًا، ننسق بشكل وثيق مع الصين لمواجهة التحديات، وتعزيز استقرار الشرق الأوسط، ودعم الحلول السلمية للنزاعات الإقليمية. اقتصاديًا، تُعدّ الصين الشريك التجاري الأول لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. ويُعد التعاون النووي ركيزة أساسية في شراكتنا".

وأضاف إنّ مجلس التعاون الخليجي يرى في هذا المنتدى فرصة حيوية لتعزيز أمن الطاقة وتطوير القدرات النووية السلمية "وفقًا لأعلى المعايير الدولية"، مشيرًا إلى أن المجلس يسعى للاستفادة من الخبرة الصينية المتقدمة في السلامة النووية والتنظيم والتكنولوجيا -من خلال تبادل المعرفة وتطوير البنية التحتية- لتعزيز أمن الطاقة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مع تعزيز التقنيات الخضراء.

ولفتت الصحيفة الصينية إلى أنه مع تحول الطاقة النووية إلى ركيزة أساسية في الجهود العالمية لتحقيق أهداف "الكربون المزدوج"، يدخل تطبيق التكنولوجيا النووية والترويج لها عالميًا حقبة جديدة من المنافسة. في الوقت نفسه، حافظت محطات الطاقة النووية الصينية على سجل عالٍ من السلامة. وفي السنوات الأخيرة، زوّدت الصين العديد من الدول بـ"الحكمة الصينية" و"الحلول الصينية" لتطبيق تكنولوجيا الطاقة النووية.

يُشار إلى أنّ الصين عززت خلال السنوات الأخيرة تعاونها مع دول مجلس التعاون الخليجي في مجال الطاقة النووية والتطبيقات التكنولوجية. ففي مجال الطاقة النووية، وقّعت الصين في وقت سابق اتفاقية على مستوى الحكومة مع الإمارات العربية المتحدة بشأن التعاون النووي السلمي، ما عزز التعاون العملي بشكل مطرد في تشغيل الطاقة النووية وصيانتها، وتوريد الوقود النووي، وتدريب الكفاءات وصقلها.

كذلك صدّرت بكين دفعات من معدات الكشف عن الإشعاع إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر، التي استُخدمت على نطاق واسع في فعاليات كبرى، مثل كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 ومعرض إكسبو دبي. أيضاً أقامت الشركات والجامعات الصينية شراكات قوية مع الكويت وعُمان والبحرين في مجال تشخيص الطب النووي والبحوث النووية الأساسية.

قراءة المقال بالكامل