توغل إسرائيلي جديد في قرية معرية في ريف درعا الغربي

منذ ١ أسبوع ١٩

توغلت دوريات تابعة للجيش الإسرائيلي، فجر اليوم الاثنين، في قرية معرية بالريف الغربي لمحافظة درعا، جنوبي سورية، وفق ما أفاد مصدر محلي لـ"العربي الجديد". وتمثل هذا التوغل بتمركز نقطة عسكرية إسرائيلية في الحي الغربي للقرية على طريق المقبرة، وسط تساؤلات حول أهدافه في منطقة تشهد تصعيداً متكرراً منذ أشهر.

وأكد المصدر أن القوات الإسرائيلية دخلت القرية عبر آليات عسكرية، وتمركزت في موقع استراتيجي قرب المقبرة، دون تنفيذ عمليات تفتيش أو اعتقالات. مع ذلك، لفت إلى أن "دورية صغيرة تابعة لهذه القوات بدأت باستجواب مواطنين عابرين حول الوضع الأمني والاقتصادي، وطرح أسئلة غريبة بشأن رغبتهم في العمل داخل إسرائيل".

ويأتي هذا التوغل بعد أيام من إعلان إسرائيل عن نيتها "نزع السلاح" في جنوب سورية، في إطار سياسة أمنية تذرعت بها سابقاً لشن غارات وتوغلات برية، وفق تحليلات محلية ودولية. وفي حديث لـ"العربي الجديد"، قال محمد الحفري، وهو مزارع من قرية معرية، إن "التوغلات الإسرائيلية لم تعد مفاجئة، لكن وضع نقطة عسكرية داخل القرية يزيد خوفنا. قبل أشهر، اعترضت قواتهم مواشينا في وادي الرقاد، والآن يسألوننا عن العمل عندهم! هل يريدون تجويعنا لفرض أجندتهم؟ نحن نعيش تحت تهديدين: القصف من السماء، والاختناق أرضاً".

وأضاف محمد أن "الطريق المؤدي إلى أراضينا الزراعية أصبح محاصراً، والأمم المتحدة والحكومة السورية الجديدة كسابقتها تتفرجان"، متسائلاً: "من يحمينا؟". ويشهد الريف الغربي الجنوبي لمحافظة درعا ومحافظة القنيطرة توغلات إسرائيلية متكررة منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، تحت ذرائع أمنية عدة، أو لتقديم مساعدات إنسانية، وفق الرواية الإسرائيلية. لكن التقارير الميدانية تكشف نمطاً متصاعداً من السيطرة على الموارد كمصادرة مواش في وادي الرقاد، والتجسس المباشر عبر استجواب المدنيين حول الأوضاع الأمنية والمعيشية، والتوسع العسكري، فضلاً عن إنشاء نقاط ثابتة كتلك الموجودة في قرية جملة المجاورة.

ولم تصدر أي ردود فعل رسمية من الحكومة السورية الانتقالية حتى لحظة نشر هذا التقرير. من جهتها، أعربت قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (أوندوف) عن قلقها من تقييد حركتها بسبب الوجود الإسرائيلي في المنطقة، حيث انخفضت تحركاتها اللوجستية من 60 إلى 5 تحركات يومياً، فيما يرى مراقبون أن التوغل الأخير قد يكون جزءاً من خطة إسرائيلية أوسع لإقامة منطقة عازلة جديدة توسعية، عبر السيطرة على قرى حدودية كمعرية وجملة، واختبار ردود الفعل، خاصة مع زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع الأخيرة إلى عمّان، والتي حاولت إسرائيل إفشالها عبر التصعيد العسكري.

الجدير بالذكر أن سكان ريف درعا الغربي والقنيطرة يعتمدون على الزراعة وتربية المواشي، لكن التوغلات الإسرائيلية حوّلت مناطق مثل حوض اليرموك إلى ساحات عسكرية مغلقة، وفق تقارير سابقة، حيث منعت إسرائيل المزارعين من الوصول إلى 70% من أراضيهم الخصبة. كما يُعتقد أن الأسئلة الإسرائيلية عن "فرص العمل" تهدف إلى تجنيد عملاء محليين، أو كشف شبكات مقاومة محتملة، في استراتيجية تشبه تلك المُطبقة في هضبة الجولان المحتلة منذ 1967.

وفي ظل الصمت الدولي وتواطؤ بعض الأطراف الإقليمية، يبدو أن سيناريو "التطبيع مع الاحتلال" يُفرض على سورية عبر سياسة الأمر الواقع. أما أهالي القرى التي تم التوغل فيها، فيواجهون خيارين مريرين، إما البقاء تحت تهديد التوغلات، أو الهروب إلى مجهول لا يقل خطورة.

قراءة المقال بالكامل