كشفت مصادر مصرية اليوم الثلاثاء عن حصول مصر، الاثنين، على موافقة إسرائيلية لإدخال معدات هندسية ثقيلة إلى غزة مع دخول وقف إطلاق النار يومه الثاني. وقالت المصادر لـ"العربي الجديد"، إن المرحلة الأولى لعمل المعدات الهندسية سيكون في الجانب الفلسطيني من معبر رفح والطرق المؤدية إليه.
وأضافت المصادر بأنه سيتم إدخال غرف متنقلة لتسهيل إدارة عمل المعبر، مشيرة إلى أن المعدات بدأت بالدخول للتفتيش والفحص في معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي تمهيداً لإدخالها إلى قطاع غزة.
وفي وقت سابق اليوم، قال مسؤولون أمنيون إسرائيليون، إن رئيسي "الموساد" ديفيد برنيع وجهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار، زارا العاصمة المصرية القاهرة، أمس الاثنين، لبحث تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة. ونقلت هيئة البث العبرية عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين، لم تسمهم، قولهم إن برنيع وبار التقيا الليلة الماضية رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن محمود رشاد بالقاهرة. وأضاف المسؤولون أن اللقاء "ناقش الترتيبات الأمنية على محور فيلادلفي (على الحدود بين قطاع غزة ومصر) وآلية إدارة وقف إطلاق النار والانتهاكات".
ومنذ اليوم الأول لوقف إطلاق النار، بدأت عملية صعبة لترميم ما دمرته حرب الإبادة طيلة أكثر من 470 يوماً، في القطاع المحاصر. وكشفت عودة النازحين الفلسطينيين إلى مناطقهم شمالي غزة عن حجم دمار غير متوقع طاول الغالبية العظمى من المنازل والطرق والمرافق، إذ جعلها جيش الاحتلال أشبه بمناطق تعرضت إلى زلزال مدمر. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن 915 شاحنة مساعدات دخلت قطاع غزة الاثنين.
في غضون ذلك، عبّر المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري اليوم الثلاثاء عن الرضا على مستوى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، قائلاً: "نحن على ثقة بسير الاتفاق بالكامل"، مشيراً إلى أنّ فرق الوساطة تعمل على تنسيق عملية التبادل الثانية التي ستتم في عطلة نهاية الأسبوع، على أن يليها تسهيل لتنقل الفلسطينيين بين جنوب وشمال القطاع.
من جانبه، نشر المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي بياناً عاجلاً إلى سكان قطاع غزة، الثلاثاء، مشدداً على وجوب عدم اقترابهم من النقاط التي ينتشر فيها الجيش في القطاع. وقال: "إذا التزمت حماس بكل تفاصيل الاتفاق، فابتداءً من الأسبوع المقبل سيتمكن سكان قطاع غزة من العودة إلى شمال القطاع وسيتم إصدار توجيهات بهذا الشأن". وأكد أن التحرك من جنوب إلى شمال قطاع غزة أو نحو طريق نتساريم يبقى خطيراً في ضوء أنشطة الجيش في المنطقة، محذراً السكان من مغبة الاقتراب من قوات الجيش عامة ومنطقة محور نتساريم على وجه الخصوص.
