خبير روسي في شؤون الشرق الأوسط: زيارة سمو الأمير لروسيا صفحة مهمة ومرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين

منذ ١ يوم ١٤

أكد مراد صادق زاديه الخبير والمحلل السياسي والاقتصادي الروسي، أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى روسيا الاتحادية تشكل صفحة مهمة ومرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين.
وأضاف رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط، ورئيس مركز التعليم والتعاون بمعهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، في حوار مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن هذه الزيارة تشكل أيضا خطوة نحو الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، لا سيما في مرحلة ما بعد بداية العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، والأزمات العالمية.
وقال الخبير الذي يعمل أيضا أستاذا زائرا في معهد موسكو الحكومي للعلاقات العامة، إن الدوحة اليوم هي واحدة من المراكز المهمة في العالم وتلعب دورا محوريا في تسوية النزاعات على المستوى الإقليمي والدولي، مشيرا إلى أن روسيا الاتحادية تنظر باحترام وتقدير لدور دولة قطر في الوساطة وتسوية النزاعات والمجال الإنساني، خاصة فيما يتعلق بنجاح وساطة دولة قطر بين روسيا الاتحادية وأوكرانيا في لم شمل الأطفال مع عائلاتهم.
وتابع قائلا "نولي أهمية خاصة لاستمرار الحوار بين الدوحة وموسكو، سواء في الشؤون الاقتصادية أو في المجال السياسي"، مشيرا إلى لقاءات جمعت بين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وفخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية الصديقة، في كازاخستان مؤخرا.
واستطرد موضحا "الزيارة الحالية مختلفة في نوعها وتأتي في هذه المرحلة لترتقي بمستوى العلاقات، إلى مستوى جديد لأنها تأتي في ظل وضع دولي مختلف، وبصفة خاصة ما يتعلق بالأزمة الأوكرانية والحديث القائم عن تسويتها بالمفاوضات السياسية".
وأشار الأستاذ الزائر في الأكاديمية الرئاسية الروسية للاقتصاد الوطني والإدارة العامة، إلى أن روسيا دائما تنظر بكل تقدير واحترام للدول الصديقة، وتقدر الدور الذي اضطلعت به قطر على المستوى الدولي فيما يخص مساعي تسوية الأزمة الأوكرانية. ومن هنا، فإن هذه الزيارة تؤكد مجددا على أهمية وقيمة العلاقات بين موسكو والدوحة.
وحول أبرز الملفات والقضايا التي تبحثها الزيارة، لفت الخبير السياسي إلى أن قادة البلدين سيبحثون أولا الوضع في سوريا. وكذلك الأزمة في قطاع غزة، بالإضافة إلى التطور على صعيد المباحثات بين طهران وواشنطن، مبينا أن روسيا، وعلى الرغم من أنها متحفظة في سياستها الخارجية، إلا أنها تنظر دوما بألم لما يجري في الشرق الأوسط، ولما يجري في الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة، وكيف يسقط الأبرياء والضحايا هناك.
وأضاف: "نشيد بدور دولة قطر المهم وسعيها من أجل وقف إراقة الدماء في الشرق الأوسط، وإحلال السلام في قطاع غزة"، ومن جانبنا نحن في روسيا الاتحادية، نحاول أن نبذل جهودنا إن كان عبر منصة الأمم المتحدة أو عبر علاقاتنا مع مختلف الدول في أن نلعب دورا في إنهاء هذه المأساة.
وتوقع أن تبحث الزيارة أيضا آليات تطوير علاقات التعاون الاقتصادي والسياسي، بما في ذلك آليات تخفيف تأثير الوضع الدولي المتوتر على تطوير التعاون بين البلدين.
وحول إمكانية تعزيز الزيارة للتعاون في المجال الاقتصادي، مثل الاستثمار والبنية التحتية والتعليم والتكنولوجيا بين قطر وروسيا، شدد مراد صادق زاديه الخبير والمحلل السياسي والاقتصادي الروسي، على أهمية صياغة أرضية سياسية للتفاعل بين البلدين، مضيفا، قبل البدء في توسيع التعاون الاقتصادي يجب الارتقاء بمستوى العلاقات السياسية إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية لأن الشراكة الاستراتيجية هي لحظة انتقالية من العلاقات العادية ما بين الدول إلى العلاقات التحالفية.
وأكد على أهمية التعاون والتنسيق بين دولة قطر وروسيا الاتحادية، خاصة في مجال الطاقة، مشيرا إلى استثمارات جهاز قطر للاستثمار في شركة /روسنفت/ الروسية العملاقة، ولافتا إلى أنه في حال تم إلغاء العقوبات على روسيا الاتحادية، فإن التعاون الاستثماري بين البلدين سينمو بشكل واضح في السنوات المقبلة.
وأشار إلى التعاون بين البلدين في المجال الزراعي، ووفقا لأحدث البيانات فإن الصادرات الزراعية الروسية إلى دولة قطر ارتفعت خلال العام الماضي بنسبة 50 بالمئة، مؤكدا أن هناك مجالات أخرى حيث يمكن أيضا تطوير التعاون والنمو فيها.
ونوه إلى أنه وخلال العام الماضي، ارتفعت رغبة الشركات الروسية في افتتاح فروع لها، أو شركات تابعة لها في دولة قطر بواقع مرة ونصف، حيث تنظر هذه الشركات إلى السوق القطرية باعتبارها سوقا واعدة في عدد من المجالات، كما تنظر الشركات الروسية لدولة قطر، باعتبارها مركزا تجاريا عالميا يمكن الانطلاق منه إلى التجارة العالمية في مختلف المجالات.

قراءة المقال بالكامل