في سياق الردود الدولية المتواصلة بشأن المعارك التي أعلن عن انتهائها في الساحل السوري، بعد أن بدأَها فلول النظام السابق وردت عليها قوات الحكومة، وما رافق ذلك من أعمال عنف، طالبت الدول الغربية بضبط النفس وحماية المدنيين، وسط دعوات لمنع المزيد من الهجمات.
ونددت وزارة الخارجية الألمانية باندلاع أعمال عنف في طرطوس واللاذقية وحمص في سورية، مشيرة إلى أن الحكومة الانتقالية في سورية مسؤولةٌ عن منع وقوع المزيد من الهجمات والتحقيق في الوقائع ومحاسبة المسؤولين عنها.
وقالت الخارجية حسب ما نقلت عنها وكالة رويترز إن التقارير عن مقتل مدنيين ومعتقلين في سورية صادمة.
الكرملين يدعو إلى وقف العنف في الساحل السوري
من جانبه، دعا الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، اليوم الاثنين، إلى وقف العنف في سورية، محجماً في الوقت نفسه عن التعليق على مستقبل القواعد العسكرية الروسية في سورية، ومزاعم اختباء سكان سوريين مدنيين بقاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية.
وقال بيسكوف في تصريحات صحافية: "لا نعلّق على أي شيء يخص القواعد"، وفي معرض تعليقه على تقييم الكرملين للوضع في سورية بعد احتدام المواجهات في الساحل السوري التي راح ضحيتها أكثر من ألف قتيل، أضاف: "ثمة مظاهر عنف لا يمكنها ألّا تثير قلقنا البالغ".
وتابع قائلاً: "يشاطرنا هذا القلق العديد من دول العالم والمنظمات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة. ونعتبر أنه يجب النظر العاجل في هذه القضية، والأهم هو استبعاد مثل مظاهر العنف هذه في أسرع وقت".
وهذا أول تعليق من الكرملين على تطورات الوضع في سورية، بينما اعتبر نائب رئيس مجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي، قسطنطين كوساتشيف، في منشور على قناته على "تليغرام" أمس الأحد، أنه "كما كان متوقعاً، تشهد سورية بعد الانقلاب الذي وقع في نهاية العام الماضي، اندلاعاً لحرب أهلية تتخللها الفتنة العرقية والطائفية"، واتهم كوساتشيف مَن قال إنهم "راديكاليون استولوا على السلطة" بتحويل سورية إلى دولة لـ"عرقية وطائفة واحدة"، على حد تعبيره.
إيران ترفض اتهامها بالضّلوع في أعمال العنف
من جانبها، رفضت إيران الاثنين اتهامها بالضلوع في أعمال العنف في المنطقة الساحلية، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في مؤتمر صحافي إن "هذا الاتهام سخيف ومرفوض بالكامل، ونعتقد أن توجيه أصابع الاتهام إلى إيران وأصدقاء إيران هو أمر خاطئ... ومضلل مئةً بالمئة".
أستراليا تدعو الأطراف في سورية إلى ضبط النفس وحماية المدنيين
بدورها، دعت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ، جميع الأطراف في سورية إلى ضبط النفس وحماية المدنيين، جاء ذلك في منشور على منصة إكس، الاثنين، علقت فيه على أعمال العنف التي شهدتها محافظات طرطوس واللاذقية وحمص مؤخراً.
وأدانت الوزيرة الأسترالية أعمال العنف التي وقعت في المناطق الساحلية بسورية، وأكدت على أن "إدارة شاملة تحمي حقوق الأقليات في سورية يمكن أن تضمن السلام والاستقرار في عموم البلاد".
وأضافت: "ندعو جميع الأطراف إلى حماية المدنيين والتصرف بضبط النفس وإعطاء الأولوية للحوار".
وأعلنت الحكومة السورية، اليوم الاثنين، انتهاء العملية العسكرية في الساحل السوري، وذلك بعد موجة من أعمال عنفٍ شهدتها المنطقة في الأيام الماضية، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية العقيد حسن عبد الغني: "نعلن نجاح قواتنا في تحقيق جميع الأهداف المحددة للمرحلة الثانية"، وأكّد تمكن قوات الأمن من امتصاص هجمات فلول النظام البائد وضباطه، وتحطيم عنصر مفاجأتهم، مضيفاً: "تمكنّا من إبعادهم عن المراكز الحيوية، وأمّنّا غالبية الطرق العامة التي اتخذتها الفلول منطلقاً لاستهدف أهلنا المدنيين والأبرياء"، وأعلن انتهاء العملية العسكرية التي انطلقت "بعد أن باتت المؤسسات العامة قادرة على بدء استئناف عملها وتقديم الخدمات الأساسية لأهلنا تمهيداً لعودة الحياة إلى طبيعتها، والعمل على ترسيخ الأمن والاستقرار".
وأشار المتحدث إلى أن القوات تمكّنت من "تحييد الخلايا الأمنية وفلول النظام البائد" في مناطق عدّة بمحافظتي اللاذقية وطرطوس، بما في ذلك بلدة المختارية، وبلدة المزيرعة، ومنطقة الزوبار، وبلدة الدالية، وبلدة تعنيتا، والقدموس. وأسفر ذلك عن إفشال التهديدات وتأمين هذه المناطق. وختم العقيد حسن عبد الغني برسالة موجهة إلى من تبقى من عناصر النظام السابق وضباطه الفارين قائلاً: "إن عُدتم عُدنا، ولن تجدوا أمامكم إلا رجالاً لا يعرفون التراجع ولا يرحمون من تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء".
وكان الرئيس السوري، أحمد الشرع، قد أعلن، مساء الأحد، عن تشكيل لجنة عليا مكلفة بالحفاظ على السلم الأهلي، في أعقاب الأحداث التي شهدتها أخيراً بعض مناطق الساحل السوري، شمال غربي سورية.
وألقى جهاز الأمن العام القبض على أشخاص عدّة متورّطين في ارتكاب تجاوزاتٍ بحق المدنيين خلال العملية العسكرية التي شهدتها منطقة الساحل السوري عقب هجمات فلول النظام المخلوع.
