أعلنت كل من روسيا وأوكرانيا عن تعرضهما لهجمات بالطائرات المسيرة خلال الليل على الرغم من إعلان الولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، عن التوصل لاتفاقيتين منفصلتين مع الدولتين لوقف هجماتهما في البحر الأسود واستهداف منشآت الطاقة عبر فرض هدنة مؤقتة تستمر لمدة 30 يوماً، مع موافقة واشنطن على الضغط لرفع بعض العقوبات عن موسكو.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء، إنّ وحدات الدفاع دمّرت تسع طائرات مسيرة أوكرانية، ليل الثلاثاء الأربعاء، اثنتان منها فوق مياه البحر الأسود. وفي حين لم يصدر أي تعليق على الفور من مسؤولين أوكرانيين، لم تعلن موسكو عن إصابات في البحر الأسود أو منشآت الطاقة. وأعلن حاكم منطقة بيلغورود الحدودية الروسية، في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، أنّ هجوماً بطائرات مسيرة أوكرانية خلال الليل أدى إلى إصابة مدني وتسبب في أضرار طفيفة بأحد الأبنية السكنية، وذكرت وزارة الدفاع الروسية على تطبيق تليغرام أن خمس طائرات مسيرة جرى تدميرها فوق منطقة بيلغورود.
وعلى الجهة الأوكرانية، شنت روسيا هجوماً ليلياً بطائرات مسيرة على ميناء ميكولايف الأوكراني، الذي يتيح للبلاد فرصة الوصول إلى البحر الأسود، وقصفت مدينة كريفي ريه، في ما وصفه مسؤولان أوكرانيان، اليوم الأربعاء، بأنه أكبر هجوم بطائرات مسيرة على المدينة خلال الحرب. وقال رئيس بلدية ميكولايف إنّ المدينة شهدت انقطاعات طارئة للكهرباء في وقت مبكر من صباح اليوم، في حين أعلن حاكم المنطقة تدمير سبع طائرات مسيرة فوق المنطقة ليلاً. ولم يتضح بعد ما إذا كان انقطاع الكهرباء إجراء احترازياً أم نتيجة للهجوم على ميكولايف.
وقال أولكسندر فيلكول، رئيس الإدارة العسكرية في مدينة كريفي ريه، في وسط أوكرانيا، إن حرائق اندلعت وتضررت مبان في هجوم روسي لم يسفر عن قتلى. وكتب فيلكول على "تليغرام": "يبدو أن المحتلين يريدون السلام بهذه الطريقة"، واصفاً الهجوم بأنه الأكبر بطائرات مسيرة على المدينة خلال الحرب، وأضاف: "الأهم من ذلك هو أنه لم يقع قتلى أو جرحى". ولم تتمكن وكالة رويترز من التحقق بشكل مستقل من التقارير الواردة من ميكولايف وكريفي ريه، ولم يتضح بعد حجم الهجوم على كريفي ريه وما استهدفه.
وكانت موسكو وواشنطن قد أعلنتا، أمس الثلاثاء، عن التوصل إلى اتفاق يهدف إلى الحد من التصعيد العسكري عبر فرض هدنة مؤقتة تستمر لمدة 30 يوماً، فيما أعلنت أوكرانيا لاحقاً موافقتها على الاتفاق. وتشمل الهدنة وقف الضربات على منشآت الطاقة في روسيا وأوكرانيا. ويأتي هذا الاتفاق، الذي جرى التفاوض عليه بوساطة أميركية، في ظل تصاعد الهجمات التي استهدفت البنية التحتية للطاقة في كلا البلدين، ما أدى إلى تداعيات واسعة على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
(رويترز، العربي الجديد)
