ريفز تعلن عن خطة إنقاذ لاقتصاد بريطانيا... فيها وادي سيليكون أوروبي

منذ ٢ شهور ٣٥

ألقت وزيرة الخزانة البريطانية راشيل ريفز خطابًا صباح الأربعاء أعلنت فيه عن خطة لإنقاذ الاقتصاد البريطاني المتعثر عبر إلغاء بعض القيود التنظيمية وإنشاء "وادي سيليكون أوروبي" بالبلاد. وتهدف الخطة إلى تعزيز معدل النمو الاقتصادي البريطاني المتدني في البلاد البالغ نسبة 0.1% وتغيير حظوظ الحكومة المتعثرة.

وشملت الخطة التعهدات المتراكمة على مراحل، وهي المزيد من المساكن بالقرب من محطات السكك الحديدية، والمزيد من الحرية لصناديق التقاعد، وخططاً تجعل من الصعب على المحاكم عرقلة البنية التحتية، والتخفيف المحتمل لقواعد تأشيرة المملكة المتحدة لمبتكري الذكاء الاصطناعي، وفق تقرير اليوم الأربعاء بوكالة بلومبيرغ. 

كما تحدثت ريفز عن إنشاء مشروع "وادي السيليكون في أوروبا" بالشراكة بين جامعتي أكسفورد وكامبريدج. وكانت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية قد ذكرت في تقرير مساء الثلاثاء، أن وزيرة الخزانة ستعلن في خطابها اليوم، عن خطة لتحسين البنية التحتية في جميع أنحاء البلاد من شأنها أن تضيف ما يصل إلى 78 مليار جنيه إسترليني إلى اقتصاد المملكة المتحدة في غضون عقد من الزمن، وفقاً لخبراء الصناعة، وتضعها في طليعة التقدم العلمي والتكنولوجي. ووفق التقرير، تشمل خطط ريفز مشاريع لتوسيع مطار هيثرو، وإصلاح قواعد التخطيط ومشاريع البناء السريعة، لكنها أثارت مخاوف من أن أهدافها تتعارض مع متطلبات تخفيض الكلفة الكربون وحماية الطبيعة.

وقد اتخذت ريفز لهجة أكثر تفاؤلا في الأسابيع الأخيرة، بعد تعرضها لانتقادات بسبب تقويض الثقة في أعقاب فوز حزب العمال في الانتخابات في يوليو الماضي، من خلال تسليط الضوء على الإرث الاقتصادي الكارثي لحزب المحافظين. ولكن تغييرات خطابها ساهمت وفق بلومبيرغ في ارتفاع مؤشر بورصة لندن قليلاً. 

وينظر إلى خطط ريفر داخل الحكومة باعتبارها فرصة للابتعاد عن "الهلاك والكآبة" الاقتصادية التي ميزت الأشهر الأولى لحزب العمال والبدء في التركيز على إحداث تغيير حقيقي. وتشير أحدث البيانات الرسمية إلى أن الاقتصاد ربما يكون قد استقر في النصف الثاني من عام 2024، مما يزيد الضغط على الحكومة لإظهار قدرتها على تعزيز النمو وتحسين مستويات المعيشة.

ووفق تقرير بلومبيرغ، قالت ريفز إن الحكومة ستذهب "إلى أبعد وأسرع" لتعزيز النمو، و"إنهاء حقبة التوقعات المنخفضة" و"وضع بريطانيا على مسار مختلف" من خلال خططها. ومع ذلك، فقد أثارت خططها قلق بعض أعضاء البرلمان من حزب العمال والناشطين في مجال البيئة بسبب سعيها الدؤوب لتحقيق النمو دون الأخذ بالاعتبار خصوصيات تاريخيّة أو عمرانية مثل سعيها لأنشاء خطوط سكك حديدية، ومساحات سكنية جديدة، ومجمعات علمية، إضافة لمشروع متنزه يونيفرسال ستوديوز الترفيهي.

وقال خبراء إن هذا يمثل تغييرًا مذهلاً في لهجة الوزيرة ريفز التي فرضت زيادات ضريبية بالمليارات في ميزانيتها الأولى العام الماضي. وربما تذكربالحماسة الداعمة للنمو التي أبدتها رئيسة الوزراء المحافظة ليز تراس التي لم تدم طويلًا وانتهت بكارثة اقتصادية.

في المقابل، يصر المقربون من ريفز على أنها كانت متسقة، مشيرين إلى حاجتها للتعامل مع الصدمات العالمية وكونه تسلمت تركة لنحو 14 عامًا من حكومة المحافظين. ويقولون إنها منذ توليها منصبها، دفعت بشعار الاستقرار والاستثمار والإصلاح. وقال أحد المسؤولين بحكومة العمال إن الاستقرار الذي تم التعامل معه في الميزانية، كان "الخطوة الأولى". لكن ريفز ليس لديها الوقت الكافي إلى جانبها لتنفيذ تحول اقتصادي كبير، وفق محللين.

وقال تقرير بصحيفة بوليتيكو اليوم الأربعاء، لا يوجد رمز أكبر للشلل الاقتصادي في بريطانيا من مجموعة مطارات لندن المتناثرة، حيث لم يتم بناء مدرج جديد كامل الطول في جنوب شرق البلاد منذ الأربعينيات. ولم تفعل ريفز أي شيء لإلغاء التوقعات بأنها ستقدم الدعم السياسي اليوم الأربعاء لتوسيع ثلاثة مطارات: وهي لوتون وغاتويك وهيثرو. لكن رغم الحماس قد لا تستطيع ريفز المضي قدمًا في هذه العملية. وقد قدم كل من غاتويك ولوتون "أوامر موافقة على التطوير" للتوسع، لكن القرارات المقررة بحلول 27 فبراير و3 إبريل على التوالي، هي قرارات شبه قضائية لوزيرة النقل هايدي ألكسندر.

وفاز مطار هيثرو بمعركة المحكمة العليا من أجل التوسع في ديسمبر 2020، لكن التكاليف تضخمت منذ ذلك الحين ولم يقدم المطار خطة جديدة للتوسع. وقال أحد المسؤولين لصحيفة "بوليتيكو"، طلب عدم الكشف عن هويته، إنهم يعتقدون أن مطار هيثرو لديه خطة "جاهزة للتنفيذ"، ولكنه يحتاج إلى توجيه سياسي قوي في ظل النكسات السابقة. ولكن حتى ذلك الحين، فإن عملية تقديم الطلب ستستغرق سنوات. وقال مسؤول ثان: "المطار يعمل كما هو... وجهة النظر هي أن المدرج الثالث سيكون أمرًا جيدًا للبلاد والشركات، لكن الجميع شاهدوا هذا العرض من قبل، لذا هناك حاجة للحصول على دعم سياسي كافٍ لتنفيذ الخطة. 

وكان البرلمان قد أيد مبدأ إنشاء مدرج ثالث لمطار هيثرو في عام 2018، لكن التوسعة تعطلت بسبب المعارك القضائية ونشطاء حماية البيئة ومصالح الدوائر الانتخابية. وليست لدى مسؤولي حزب العمال أدنى فكرة عن عدد نواب الحزب الذين سيتمردون إذا تم إجراء تصويت آخر، كما يتوقع بعض المستشارين وفق التقرير ولكن رغم ذلك، فإن الفوز الساحق الذي حققه حزب العمال في عام 2024، وجحافل النواب الشباب المخلصين المؤيدين للنمو، يعني أن إحداثيات الواقع الاقتصادي البريطاني المتسم ببطء تغيراته من المرجح أن تتغير. 

قراءة المقال بالكامل