أنهى مؤشر السوق السعودي جلسة اليوم الأربعاء على تراجع بنسبة 0.7%، ليغلق عند 11709 نقاط بتراجع 83 نقطة وفق مؤشر السوق السعودي، كما تراجع سهم أرامكو السعودية بنسبة 2% عند 25.05 ريالا، مسجلاً أدنى إغلاق منذ 2020، وسط تداولات بلغت نحو 22 مليون سهم، قيمتها الإجمالية نحو 4.6 مليارات ريال، وذلك وفق بيانات السوق السعودي. وتصنف أرامكو على أنها إحدى أكبر شركات الطاقة والكيميائيات في السعودية والعالم.
وفي عام 2024، أعلنت أرامكو عن انخفاض صافي أرباحها إلى 106.2 مليارات دولار، مقارنةً بـ121.3 مليار دولار في عام 2023، ويعزى ذلك أساسًا إلى انخفاض أسعار النفط وانخفاض أحجام الإنتاج. كما انخفضت إيرادات الشركة بشكل طفيف إلى 436.6 مليار دولار، مقارنةً بـ440.8 مليار دولار في العام السابق. وأدى هذا إلى توقعات بانخفاض توزيعات الأرباح لعام 2025، وفق مصارف استثمارية كبرى، حيث توقعت أن تبلغ 85.4 مليار دولار، مقارنةً بـ124.2 مليار دولار في عام 2024. ويرى مصرفيون أن أسهم الشركة النفطية العملاقة ستشهد ضغوطاً خلال الشهر الجاري.
وأشار مصرف "غولدمان ساكس" في تعليقه على سهم أرامكو خلال شهر مارس الجاري، بقوله إنه "على الرغم من وجود ضغوط قصيرة الأجل على أسعار النفط بسبب زيادة الإنتاج العالمي وتقلبات الطلب، إلا أنه يتوقع استقرار أسهم أرامكو، حيث قد تؤدي التوترات الجيوسياسية إلى انقطاعات في الإمدادات، مما قد يفيد الشركة على المدى الطويل".
في السياق ذاته، أعطى مصرف "سيتي غروب"، في تقرير في فبراير الماضي، نظرة حذرة لأسهم أرامكو، متوقعاً انخفاضًا محتملًا في سعر السهم بنحو 13% خلال العام المقبل بسبب تقلبات السوق المستمرة والرياح الاقتصادية المعاكسة التي تؤثر على الطلب على النفط. ويقترح المصرف الأميركي أن يكون المستثمرون مستعدين للتقلبات مع الحفاظ على رؤية طويلة الأجل لمسار سهم الشركة.
من جانبه، أعرب بنك "إتش إس بي سي"، في يناير الماضي، عن تفاؤله بقدرة أرامكو على التكيف والازدهار رغم التحديات الخاصة بسوق النفط العالمي. ويتوقع البنك أن تُدرّ الاستثمارات في الإنتاج النهائي تدفقات نقدية إضافية بحلول عام 2030، مما قد يعزز قيمة المساهمين. وتشير توقعات البنك البريطاني إلى انتعاش تدريجي في سعر السهم مع تحقيق هذه الاستثمارات.
وكان مصرف "جي بي مورغان" الأميركي قد أشار في تعليقات في ديسمبر الماضي إلى أنه على الرغم من أن الأرباح الفورية قد تواجه ضغوطًا هبوطية، إلا أنهم يعتقدون أن الميزانية العمومية القوية لأرامكو ومستويات الدين المنخفضة ستدعمان مرونة سعر سهمها. ويتوقعون ارتفاعًا معتدلًا في سعر السهم خلال العام الجاري مع استقرار أسواق النفط العالمية. ويشير إجماع المحللين إلى تباين في الآراء بشأن مستقبل أسهم أرامكو بسبب عدم اليقين بشأن سوق النفط العالمي وعدم الاستقرار السياسي في منطقة الشرق الأوسط.
تذبذب سهم أرامكو
ويلاحظ أن سعر السهم تذبذب خلال الأشهر الثلاثة الماضية ضمن نطاق ضيق، حيث بلغ أدنى سعر 25.00 ريالا سعوديا، وأعلى سعر 31.4523 ريالا سعوديا. وتشير نطاقات التداول اليومية إلى تذبذبات بين 25.00 ريالا سعوديا و26.40 ريالا سعوديا خلال الأسابيع الأخيرة، وفق بيانات سوق المال السعودي. لكن يلاحظ أن حجم التداول على سهم أرامكو اليوم الأربعاء كان استثنائيا، حيث بلغ أكثر من 20 مليوناً، مقارنة بمتوسط حجم التداول لأسهم أرامكو خلال الشهر الماضي حوالي 10.74 ملايين سهم.
وبناء على سعر السهم اليوم، تبلغ القيمة السوقية لأرامكو السعودية حوالي 6.06 تريليونات ريال سعودي (حوالي 1.61 تريليون دولار)، مقارنةً بالفترات السابقة. وتعكس هذه القيمة السوقية استقرارًا بين الشركات العالمية، وتشير إلى ثقة المستثمرين على الرغم من تقلبات أسعار الأسهم.
