غرق قارب مهاجرين سوريين يعيد أزمة تهريب البشر إلى الواجهة

منذ ٣ ساعات ٨

أعلن مركز تنسيق الإنقاذ المشترك في لارنكا جنوبي قبرص التابع لوزارة الدفاع، اليوم الأربعاء، استمرار عمليات البحث والإنقاذ بعد غرق قارب مهاجرين سوريين في المياه الدولية جنوب شرقي رأس غريكو الواقع في شمال شرق جزيرة قبرص. أضاف أن عمليات البحث تواصلت طوال الليل الماضي من دون أيّ مستجدات، علماً أنّها كانت قد انطلقت في 17 مارس/ آذار الجاري في المنطقة البحرية المذكورة من البحر الأبيض المتوسط.

وتفيد آخر البيانات بأنّ عدد ضحايا غرق قارب الهجرة غير النظامية بلغ سبعة أشخاص، وفقاً للإعلام الرسمي القبرصي، جميعهم سوريون. وقد انتُشلت جثثهم على بُعد 30 ميلاً بحرياً جنوب شرقي رأس غريكو في قبرص، علماً أنّ الترجيحات تشير إلى أنّ هؤلاء انطلقوا من مدينة طرطوس، الواقعة على الساحل السوري جنوب غربي البلاد، على متن قارب متوجّهين إلى جزيرة قبرص. وقد تمكّن مركز تنسيق البحث القبرصي من تحديد موقع القارب الغارق، أوّل من أمس الاثنين، ليُصار إلى انتشال الجثث لاحقاً، في حين أنّ مصير بقيّة الأشخاص ما زال مجهولاً، وسط استمرار عمليات البحث.

وبيّنت وكالة الأنباء القبرصية أنّ جثث المهاجرين الغرقى السبع نُقلت إلى مشرحة "مستشفى ليماسول العام" جنوبي قبرص، في حين نُقل أحد الناجين إلى "مستشفى لارنكا العام" في الجنوب كذلك وآخر إلى "مستشفى فاماغوستا العام" شمالي البلاد. والأخيران يتلقيان العلاج في المستشفيَين، إذ يعانيان التجفاف والإرهاق، الأمر الذي يمنحهما الوقت اللازم لتلقّي الرعاية الطبية قبل الإدلاء بشهادتَيهما بشأن ظروف غرق قارب الهجرة غير النظامية الذي كانا من ركابه.

وأثار غرق قارب المهاجرين السوريين غير النظاميين في المياه الدولية قبالة الشواطئ القبرصية تساؤلات حول تجدّد عمليات تهريب البشر من سورية، وآليات ضبطها من قبل الحكومة السورية الحالية، ولا سيّما بعد الأحداث التي شهدها الساحل السوري أخيراً.

يفيد مصطفى قره محمد، أحد صيادي مدينة اللاذقية الواقعة على الساحل السوري شمال غربي البلاد، "العربي الجديد" بأنّ رحلات الهجرة تلك "عادت إلى الواجهة أخيراً، ولا سيّما من شواطئ مدن اللاذقية وطرطوس وبانياس (في محافظة طرطوس). يضيف قره محمد أنّ "تكلفة الرحلة للشخص الواحد تُقدَّر بنحو ثلاثة آلاف دولار أميركي، بحسب المتداوَل".

وإذ يشير إلى أنّ "ثمّة رحلات تصل بالفعل (إلى وجهتها)"، يقول إنّ "غرق هذا القارب أعاد إلى الواجهة التشديد الأمني، وقد بدأت إدارة الموانئ السورية بتسيير دوريات لضبط هذا النوع من الرحلات. كذلك فإنّها تمنع خروج الصيادين إلى البحر من دون تراخيص وموافقات، ولا سيّما أنّ الفترة التي تلت سقوط نظام الأسد شهدت خروجاً عشوائياً وغير منضبط للصيادين، الأمر الذي ساهم في نشاط أكبر لحركة التهريب". ويتابع قره محمد أنّ "القوارب المستخدمة في عمليات تهريب البشر لا تصلح  لحمل عدد كبير من الأشخاص، وهي قوارب خشبية صغيرة تُستخدَم لأغراض الصيد فقط، الأمر الذي يجعلها عرضة للغرق".

من جهته، يقول فيصل العبد الله، أحد المدرّسين في مدينة اللاذقية، لـ"العربي الجديد" إنّ "ثمّة شبّاناً يحاولون الهجرة في الوقت الحالي، ولا سيّما وسط استمرار صعوبة الأوضاع المعيشية، بعد إغراءات الروايات حول الحياة في خارج سورية". يضيف العبد الله أنّ من بين الذين يخوضون رحلات الهجرة غير النظامية "أشخاصاً مطلوبين للعدالة على خلفية ارتكابهم جرائم، وهؤلاء يستفيدون من الوضع الراهن وحالة التفلت الأمني لمغادرة سورية. وهذا أمر نعرفه نحن أبناء الساحل السوري، إذ أُثيرت هذه المواضيع في الفترة الأخيرة على نطاق واسع، ولم تَعُد خافية على أحد".

في الإطار نفسه، نقلت وكالة رووداو للأنباء عن ممثّل جمعية اللاجئين الكرد العائدين من أوروبا بيشرو عبد الله قوله إنّ القارب الذي غرق كان يقلّ 25 شخصاً، وإنّه انطلق من محافظة طرطوس وجميع المهاجرين على متنه سوريون.

في سياق منفصل، أشارت الإخبارية السورية، أخيراً، إلى أنّ القوات البحرية تواصل عمليات البحث عن مفقودين من جرّاء غرق قارب انطلق من لبنان نحو قبرص، وعلى متنه عدد من السوريين.

قراءة المقال بالكامل