حذرت شخصيات سياسية فلسطينية في رام الله من أن تحمل العودة إلى حرب الإبادة الجماعية على الفلسطينيين في غزة شرارة لبدء تنفيذ مشاريع التهجير فيما طالب آخرون، خلال فعاليات نُظمت اليوم الثلاثاء، باصطفاف جمعي فلسطيني لكسر الاستفراد بغزة. وانطلقت مسيرة نظمتها القوى والفصائل الفلسطينية من أمام مركز البيرة الثقافي في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية وصولاً إلى دوار المنارة وسط المدينة، وسط هتافات منددة بالعدوان الإسرائيلي وأخرى تعتبر الولايات المتحدة "رأس الحية" لدعمها الاحتلال بشكل مطلق، ورفع المشاركون يافطات تدعو لوقف حرب الإبادة وأعلام فلسطين واليمن.
وأكدت الفصائل أن هذه الفعالية تأتي ضمن برنامج سيعلن لاحقاً لفعاليات عديدة منددة بالعدوان، حيث قال منسق القوى والفصائل الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة، عصام بكر، لـ"العربي الجديد" إن "استئناف الحرب ينذر بإمكانية أن تكون شرارة لبدء تنفيذ مشاريع التهجير بحق الفلسطينيين"، وأشار إلى أن الفعاليات في الضفة ترسل رسائل عن وحدة الموقف والمصير بين أبناء الشعب الواحد.
وقال بكر: "نخرج رفضاً لهذه المجازر الدموية وللتأكيد على أن شعبنا لن يرفع الراية البيضاء في مواجهة هذه السياسات العدوانية لهذه الدولة الفاشية"، مطالباً العالم بالتحرك بشكل عاجل من أجل حماية الشعب الفلسطيني ومحاكمة ومحاسبة إسرائيل على جرائمها، والعمل على إنفاذ القانون الدولي لفرض المقاطعة الشاملة على دولة الاحتلال التي لا تحترم القوانين والأعراف الدولية.
ورأى قدورة فارس، رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين السابق والقيادي في حركة فتح، أن على الفلسطينيين تشكيل أوسع حالة اصطفاف بحيث لا تبقى غزة وحدها، وقال فارس لـ"العربي الجديد": "نحن ندعو العالم أجمع لكي يقف إلى جانب غزة ويكف أذى الاحتلال ووقف هذه الحرب الإجرامية. وحري بنا كفلسطينيين فعل ذلك"، مؤكداً أن "الاحتلال يريد أن يستفرد بغزة كما يستفرد بمخيمات شمال الضفة" مشدداً على أن "من الواجب، على الأقل، في الضفة الغربية أن تنطلق حركة شعبية واسعة تشمل كل المدن والأرياف والمخيمات في آن واحد والاصطفاف خلف غزة".
وقبل انطلاق المسيرة، كان متحدثون من مؤسسات الأسرى يشيرون إلى توقعات بانعكاس استئناف الحرب على الأسرى في السجون وارتكاب مزيد من الجرائم التي لم تتوقف منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وقال مدير مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية "حريات"، حلمي الأعرج، لـ"العربي الجديد" إن "الاحتلال في حربه يستهدف الفلسطيني في كل مكان داخل السجون وخارجها ولا يفرق بين الضفة وغزة والسجون، ويسعى لتطبيق برنامج الائتلاف الحكومي الفاشي المعروف بالحسم القائم على الضم والترحيل في غزة والضفة، كما يوجه أعينه نحو الأسرى، الذين يتعرضون لجريمة إبادة جماعية موازية عبر سياسة التجويع والتعذيب والقتل العمد والجرائم الطبية".
ومع عودة الوزير المتطرف إيتمار بن غفير إلى الحكومة ورغم التوقعات بانعكاس ذلك على السجون عبر مزيد من التنكيل بحق الأسرى، قال الأعرج: "إن ما يجري بساحات السجون في ظل بن غفير أو بدونه هو سياسة حكومة إسرائيل، وسلطات السجون تنفذ قرارات الحكومة الإسرائيلية التي تستهدف الحركة الأسيرة بوجودها ومكانتها ودورها، لكنها لم تنجح ولن تنجح". وفي جامعة بيرزيت، شمال رام الله، نظمت الحركات الطلابية فعاليات منددة بالعدوان على غزة وانطلقت مسيرة داخل أروقة الجامعة غضباً وتنديداً بجرائم الاحتلال في غزة والضفة ونصرة للمقاومة ووفاء للشهداء.
