عندما تقودون السيارات بسرعة أكبر، يقل وقت ردة الفعل لديكم مع كل زيادة في السرعة. ويعني هذا أن لديكم وقتاً أقل لتجنب الحوادث المحتملة التي يتسبب بها السائقون المتهورون أو الحيوانات التي تحاول عبور الطرق أو حتى عند فقدان السيطرة على سياراتكم لسبب ما. أيضاً، عند القيادة بسرعة، تذكروا أن قوة الاصطدام ستكون أكبر ما يعني ازدياد خطر تعرضك ومن معك للأذى.
وعندما تبدأون بالنظر في وفيات السرعة، ستلاحظ بعض الحقائق المثيرة للاهتمام، حيث أظهرت دراسات حديثة، على سبيل المثال، أن ثلث وفيات الدراجات النارية، وهو أمر صادم، كان بسبب السرعة. ومن اللافت أيضاً أن وفيات السرعة في السيارات كانت أكثر احتمالًا لأن تشمل سائقاً لم يكن مستخدماً حزام الأمان وقت وقوع الحادث. وعندما تأخذ في حسبانك هذه المعلومات، يتضح جلياً أن على السائقين إعطاء الأولوية لإبطاء السرعة وربط حزام الأمان.
وعلى الرغم من أن سحر القيادة بسرعة لطالما صوّرته الأفلام والمسلسلات التلفزيونية الشهيرة، إلا أن الواقع قد يكون مأساوياً ومدمراً، بحسب مدونة فوكس تو موف، ولعلّ وفاة الممثل بول ووكر، نجم سلسلة أفلام "السرعة والغضب" الشهيرة، خير دليل على ذلك.
والحقيقة المحزنة هي أنه حتى مع العديد من حملات التوعية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، مثلاً، فإن وتيرة حوادث السيارات المتعلقة بالسرعة آخذة في ازدياد. ففي عام 2022، بلغت نسبة حوادث السيارات المميتة الناتجة عن السرعة الزائدة 29%. وتجاوز بذلك عدد الوفيات 12 ألفاً سنوياً، ما يعني أن أكثر من 33 أميركياً يفقدون حياتهم يومياً بسبب السرعة الزائدة. ومع وجود هذا السبب الذي يمكن الوقاية منه، فمن المفهوم أن تشعر السلطات بالإحباط المتزايد إزاء عدد الحوادث المميتة.
وتنطبق قوانين الفيزياء على الجميع مهما بدا الأمر ممتعاً عند الانطلاق بسرعة على طريق ريفي مثلاً. وقد دأب معهد التأمين للسلامة على الطرق السريعة (IIHS) على نشر الحقائق، وقد يُفاجأ البعض كيف أن مجرد زيادة طفيفة في السرعة يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع عدد الوفيات. على سبيل المثال، لنفترض أن أحد الطرق السريعة يزيد من حد السرعة بمقدار خمسة أميال فقط في الساعة، فإن هذا الفعل الذي يبدو صغيراً سيعادل زيادة مذهلة في عدد الوفيات بنسبة 8.5%. وعندما تُرفع حدود السرعة بالقدر نفسه على الطرق غير السريعة، تكون الزيادة أقل، لكنها تبقى ثابتة عند 2.5%.
وقد يكون خطر مخالفات السرعة، أو في بعض الولايات، مثل أوكلاهوما، احتمال السجن لمخالفات متعددة، دافعاً قوياً لعدم تجاوز السرعة المحددة في القوانين، علماً أن ثمة أساليب عديدة أُخرى لمخاطبة الجمهور. كما أن توعية السائقين بمخاطر السرعة قد تكون فعالة. وفي المستقبل، يبدو أن التفاعل المجتمعي سيكون من أفضل الاستراتيجيات للحد من العدد الهائل من وفيات السرعة على الطرق. فعندما يقطع السائقون وعداً لمجتمعهم بوضع السلامة في المقام الأول، يمكن أن تتغير الإحصاءات نحو الأفضل.
