سيطرت أجهزة الإطفاء البريطانية على حريق هائل اندلع في مطار هيثرو تأثرت نتيجَتَه مئات الرحلات الجوية، بعد أن تسبب في انقطاع الكهرباء على نطاق واسع، ما أثر على آلاف المنازل والشركات المحلية وعطّل آلاف رحلات الطيران. وذكرت خدمة "فلايت رادار 24" لتتبع الرحلات الجوية أن 1350 رحلة على الأقل من هيثرو وإليه تأثرت، وأن التأثير يحتمل أن يمتد أياماً عدّة، بينما يحاول الركاب تعديل مواعيد سفرهم، علماً أنه كانت هناك 120 طائرة في الجو لدى إعلان إغلاق المطار، عادت بعضها أدراجها وعدلت بعضها وجهتها إلى مطار غاتويك خارج لندن، وشارل ديغول في باريس ومطار شانون في أيرلندا.
فماذا نعرف عن هذا مطار هيثرو العريق وأهميته الاستراتيجية؟
يخدم مطار هيثرو، وهو رابع أكثر مطارات العالم ازدحاماً، أكثر من 230 وجهة في نحو 90 دولة، وقد اتخذت تسعون شركة طيران من مطار هيثرو مقراً لها، بما في ذلك الخطوط الجوية البريطانية، وفيرجن أتلانتيك، ولوفتهانزا، وقد سافر 5.7 ملايين مسافر عبر مطار هيثرو في فبراير/ شباط 2025، ما يجعله أكثر أشهُرِ فبراير ازدحاماً على الإطلاق، كما بلغ عدد المسافرين 84.1 مليوناً بين مارس/ آذار 2024 وفبراير الماضي.
ويوجد في المطار مدرجان رئيسيان، إذ يبلغ طول المدرج الشمالي 3902 متر والجنوبي 3658 متراً، وسيقدم المطار مقترحه لإنشاء مدرج ثالث هذا الصيف، بعد أسابيع من دعم الحكومة البريطانية للمشروع، انطلاقاً من أن إمكاناته مهمة لتعزيز التجارة والنمو الاقتصادي. ويعمل مطار هيثرو بنسبة 99% من طاقته الاستيعابية، وهو معرض لخطر التفوق عليه من منافسيه الأوروبيين، ويُقارن مدرجاه بأربعة مدرجات في كل من مطار شارل ديغول في باريس ومطار فرانكفورت، وستة مدرجات في مطار سخيبول بأمستردام.
تمتلك شركة "هيثرو إيربورت هولدينغز" المطار وتديره، ومن بين مالكيها شركة "أرديان" وصندوق قطر للاستثمار وصندوق الاستثمارات العامة السعودي، ويبلغ إجمالي حركة الطائرات عبر المطار نحو 475 ألف حركة سنوياً، أما الوجهة الخارجية الأكثر شعبية التي يخدمها فهي نيويورك، ويعمل في المطار أكثر من 90 ألف شخص، وهو أكبر جهة توظيف في المملكة المتحدة في موقع واحد.
تاريخياً، سُمّي المطار تيمّناً بقرية هيثرو التي كانت تقع تقريباً في نفس موقع مبنى الركاب رقم (3) الحالي، وكانت بدايته متواضعة عام 1946، إذ كان يخدم 18 وجهة، مع عدد قليل من شركات الطيران التي تُسيّر تسعة آلاف رحلة سنوياً، وكانت أول رحلة مغادرة في يوم رأس السنة الجديدة عام 1946 إلى بوينس آيرس عبر لشبونة، وكانت أول محطة للتزود بالوقود في رحلة طويلة المدى، ما فتح الباب أمام أول ربط جوي لبريطانيا مع أميركا الجنوبية.
وافتُتح أول مبنى للرحلات القصيرة في مطار هيثرو عام 1955، وكان يُعرف في الأصل باسم مبنى أوروبا، ويُعرف الآن باسم المبنى رقم (2)، ثم افتتحت الملكة إليزابيث المبنى رقم (1) رسمياً عام 1969، وقد أُغلق في يونيو/ حزيران 2015، إلى أن افتُتح المبنى رقم (3) عام 1961، والمبنى رقم (4) عام 1986، وبعد ذلك، افتُتح المبنى رقم (5) عام 2008، وكان التخطيط العام في بنائه الأطول في تاريخ التخطيط البريطاني، إذ استمر قرابة أربع سنوات.
