"مخطوطات قمران - البحر الميت": نصوص عن تاريخ المشرق ودياناته

منذ ٢ شهور ٣٦

يُقدّم كتاب "التوراة: مخطوطات قمران - البحر الميّت"، بأجزائه الثلاثة، الصادرة بطبعة جديدة أنجزها المترجِم موسى ديب الخوري، وصدرت عن "دار التكوين" في دمشق، وثائقَ قُدِّرَ عمرُها بألفي عام قبل الميلاد وتعود إلى مرحلة ما بين العهدَين اليهودي والمسيحي. وهي فترة قلقة كثُرت فيها الأفكار والمعتقدات الماورائية (الغيبية) والرؤيوية، وعكست الصراعات التي كانت قائمة بين مِلل المجتمع اليهودي حينها.

وُجِدَتْ هذه النصوص على شكل لفائف في موقع "قمران"، مخفيّةً في مغائر قُرب البحر الميّت من جهة الضفّة الغربية، ومكتوبةً باللُّغات العبرية والآرامية واليونانية، حيث أثار اكتشافُها، بين عامَي 1947 و1956، اهتمام العُلماء والمؤرِّخين والمُهتمّين بتاريخ المشرق ودياناته، وقد تأخَّر نشرُ هذه الوثائق بضغط من الصهيونية لإيهام الناس أنها تحتوي على "ألغام دينية".

يُسلِّط الكتاب الضوء على "الأسينيّين"، وهي جماعة دينية لم تكن معروفة، لكنّها تركت وراءها إرثاً فريداً حول الفكر الديني واتجاهاته في ذلك العصر.

يشمل الجزء الأول، والذي حمل عنوان "الكُتب الآسينية"، كتبَ هذه المِلّة، ويُوضِّح معتقداتها وتطلّعاتها، ومنها: مدرج دستور الجماعة، ومدرج الهيكل، وكتاب دمشق، والشروحات التوراتية، والأناشيد، ومدرج المزامير المنحولة لداود، وأجزاء متفرّقة مثل أسطورة ملكي صادق، وأحابيل المرأة، وكتاب الأسرار، والتكوين المنحول.

أمّا الجزء الثاني من "مخطوطات قمران" فجاء بعنوان "التوراة المنحول وكتب الوصايا"، وقد عُثِرَ على معظمها في أجزاء متفرّقة في قمران، واستكملت من مخطوطات محفوظة في مكتبات العالم ومترجمة بلغات قديمة، وهي: كتاب أخنوخ الأول، والخمسينيات، ووصايا الشيوخ الإثني عشر، ومزامير سليمان، ووصيّة موسى، واستشهاد أشعيا.

ويستكمل الجزء الثالث من "مخطوطات قمران" الكُتب المنحولة التي تصنَّف ضمن الأدب الرؤيوي الذي انتشر في المشرق قبيل المسيحية، وهي بمعظمها وُجدت بشكل جزئي في قمران واستكملت من مخطوطات قديمة ومترجمة إلى لغات قديمة. ويتضمّن هذا الجزء، الذي جاء بعنوان "التوراة المنحول وكتب الرؤيا"، كُتبَ وحي العرّافات، ورؤيا باروخ اليونانية، وكتاب أسرار أخنوخ، وكتاب الآثار التوراتية، وكتاب عزرا الرابع، ورؤيا باروخ السريانية، ويوسف وأسنات، ووصيّة أيّوب، وصيّة أبراهام، ورؤيا أبراهام، ومراثي إرميا، والحياة اليونانية لآدم وحواء، ورؤيا إيليا.

قراءة المقال بالكامل