صرح سكوت بيسنت، مرشح الرئيس المنتخب دونالد ترامب لتولي منصب وزير الخزانة، بأن على الولايات المتحدة أن تزيد من العقوبات على منتجي النفط الروس لإجبار موسكو على التفاوض مع أوكرانيا، منتقدًا إدارة بايدن لعدم اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه نظام فلاديمير بوتين.
وتسببت تصريحات بيسنت، يوم الخميس، في ارتفاع أسعار النفط، حيث أخذ المتداولون في الحسبان احتمال تشديد الإمدادات العالمية للنفط الخام. ومن المتوقع أن تستهدف الإدارة الأميركية الجديدة أيضًا النفط الإيراني والفنزويلي بعقوبات أشد، حيث يسعى ترامب إلى زيادة الضغط الاقتصادي على خصوم الولايات المتحدة.
وقال بيسنت: "كجزء من استراتيجية ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، سأدعم تمامًا رفع مستوى العقوبات، خاصة على الشركات الروسية الكبرى المنتجة للنفط، إلى مستويات من شأنها أن تجلب الاتحاد الروسي إلى طاولة المفاوضات". وأضاف أن العقوبات الأميركية على قطاع الطاقة الروسي "ليست كافية" لأن "الإدارة السابقة كانت قلقة بشأن رفع الأسعار خلال موسم الانتخابات". وارتفع سعر خام برنت القياسي الدولي بأكثر من دولار بعد تصريحات بيسنت، متجاوزًا مستوى 81 دولارًا للبرميل.
وجاءت تصريحات بيسنت خلال جلسة الاستماع لتأكيد تعيينه في مبنى الكابيتول، قبل أربعة أيام فقط من عودة ترامب إلى البيت الأبيض، مع خطة لتنفيذ تخفيضات ضريبية واسعة، ورفع الرسوم الجمركية، وتطبيق سياسات تحرير واسعة النطاق، في تحول كبير عن إدارة بايدن المنتهية ولايتها.
وارتفعت الأسهم الأميركية منذ فوز ترامب في انتخابات 5 نوفمبر/تشرين الثاني، حيث رحبت وول ستريت بجدول أعماله. وصرح رؤساء أكبر البنوك العالمية، الذين أعلنوا عن أرباح ضخمة هذا الأسبوع، بأن التفاؤل بشأن الخطط الاقتصادية للإدارة الجديدة أطلقت "روح المبادرة" في السوق. ومع ذلك، حذر بعض المسؤولين التنفيذيين في البنوك الكبرى هذا الأسبوع من أن تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية شاملة قد تؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم.
واستخدم بيسنت جلسته أمام اللجنة المالية بمجلس الشيوخ، التي يجب أن توافق على ترشيحه قبل التصويت عليه في المجلس بالكامل، للدفاع عن هذه الخطط. ورغم أنه لم يقدم تفاصيل جديدة، قال بيسنت إن ترامب سيستخدم الرسوم الجمركية للتعامل مع الممارسات التجارية غير العادلة، وزيادة إيرادات الحكومة الأميركية، والتفاوض على صفقات مع دول أخرى.
وأشار بيسنت أيضًا إلى أنه سيدفع الصين لشراء المزيد من المنتجات الزراعية الأميركية، مثل الذرة وفول الصويا، بموجب شروط الاتفاقية التجارية التي تفاوض عليها ترامب مع بكين لتخفيف التوترات التجارية خلال فترة ولايته الأولى. وأكد أن ترامب سيواصل تطبيق قيود صارمة على صادرات السلع الأميركية إلى الصين.
وأضاف: "يجب أن يكون لدينا عملية فحص دقيقة للغاية لأي شيء يمكن استخدامه في الذكاء الاصطناعي، أو الحوسبة الكمية، أو المراقبة، أو رقائق الحواسيب". وأكد بيسنت دعمه لتمديد التخفيضات الضريبية التي أقرها ترامب في 2017، والتي تنتهي بنهاية العام الجاري، مشيرًا إلى أنها "القضية الاقتصادية الأكثر أهمية اليوم". وأضاف أن الفشل في تمديد هذه التخفيضات للأفراد والشركات سيؤدي إلى "كارثة اقتصادية" للولايات المتحدة، وأن "عدم الاستقرار المالي سيؤثر دائمًا في الطبقة الوسطى والعاملة".
وفي ما يتعلق بالتوقعات الاقتصادية، قال بيسنت إنه يعتقد أن التضخم سيستمر في الاقتراب من هدف مجلس الاحتياط الفيدرالي البالغ 2%، وأكد أن إدارة ترامب ستحترم استقلالية البنك المركزي فيما يخص السياسة النقدية، إلا أنه حذّر من أن وزارة الخزانة الأميركية ستواجه صعوبة في استخدام "قدرتها على الاقتراض" في أوقات الأزمات، بسبب الوضع المالي المتدهور في البلاد.
وأضاف بيسنت: "أنا قلق لأن وزارة الخزانة الأميركية استُدعيت عدة مرات لإنقاذ الأمة، سواء كان ذلك خلال الحرب الأهلية، أو الكساد الكبير، أو الحرب العالمية الثانية، أو وباء كوفيد الأخير". وأكد: "في الظروف الحالية، سيكون من الصعب جدًّا تكرار ذلك".
