مسارعة لنفي اعترافات أول وزير للحرس الثوري في إيران باغتيال معارضين

منذ ٦ أيام ١٨

ما زالت تصريحات القيادي السابق في الحرس الثوري الإيراني، محسن رفيق دوست، بشأن عمليات اغتيال لشخصيات معارضة كبيرة خارج البلاد، تتفاعل داخلياً، لكونها تعتبر أول اعترافات باغتيال هؤلاء بعد عقود طويلة من حالة من الغموض. ودفع ذلك المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، العميد علي محمد نائيني، إلى القول اليوم الثلاثاء إن تصريحات رفيق دوست "غير صحيحة وغير واقعية"، مؤكداً أنه "لم يكن له دور في القضايا الأمنية والاستخباراتية والعملياتية للحرس".

يُذكر أن رفيق دوست يعد من مؤسسي الحرس الثوري وأول وزير للحرس (1982 ـ 1988) بعد الثورة الإسلامية قبل أن يلغى لاحقاً المنصب. لكن نائيني قد قال إن تصريحات رفيق دوست "شخصية"، ومسؤولياته الأساسية كانت في مجالات الإسناد للحرس الثوري خلال الحرب الإيرانية العراقية، مؤكداً أن ما قاله القيادي الأسبق في الحرس بشأن اغتيال أشخاص خارج إيران أو التواصل مع جماعات انفصالية أجنبية (باسك الإسبانية) "غير صحيحة بتاتاً وتفتقر إلى الصحة ويتم نفيها بشكل قاطع".

واتهم المتحدث العسكري الإيراني، وسائل إعلام أجنبية وأخرى تابعة لمن وصفهم بأنهم "منافقون" وهي تسمية تطلقها السلطات الإيرانية على منظمة مجاهدي خلق المعارضة، باستغلال هذه التصريحات، مشيراً إلى أن هذه الجهات "قد ثبت تورطها في عمليات إرهابية كثيرة".

والسبت الماضي، قال رفيق دوست في مقابلة مع برنامج التاريخ الشفهي المصور لموقع "ديده بان إيران" (المرصد الإيراني) إنه قاد عمليات اغتيال لعدد من معارضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية في خارج البلاد، متحدثاً أيضاً عن دور القائد العام الأسبق للحرس الجنرال محسن رضائي في ذلك. وعن الشخصيات التي أشرف على اغتيالها، أشار أول وزير للحرس الثوري الإيراني (ألغي المنصب لاحقاً) في المقابلة، إلى قيادته عملية اغتيال فاشلة لآخر رئيس وزراء إيراني في العهد الملكي شابور بختيار عام 1981 في فرنسا، مضيفاً أن الناشط اللبناني أنيس نقاش (الذي توفي عام 2021) كان قد تلقى الأوامر منه باغتيال بختيار.

وكانت محكمة فرنسية قد حكمت على نقاش بالسجن المؤبد، لكنه بعد عشر سنوات تم تبادله مع رهائن فرنسيين في بيروت. وأضاف رفيق دوست أنه سافر شخصياً إلى باريس للحديث مع وزير الخارجية الفرنسي آنذاك بشأن الإفراج عن نقاش، قائلاً إنه هدد الوزير بتفجير السفارة الفرنسية أو اختطاف طائرة إن لم يفرج عن نقاش. كما قال إن هذه الاغتيالات كانت تتم أيضاً عبر انفصاليين باسكيين (إسبانيا) من خلال دفع أموال لهم.

كما تحدث رفيق دوست عن أشخاص آخرين تم اغتيالهم أو محاولة اغتيالهم في خارج إيران، هم الضابط البحري شهريار شفيق، الملك الإيراني السابق محمد رضا بهلوي، في عام 1979 في باريس، واللواء غلامعلي أويسي من قيادات الجيش الملكي عام 1983 في العاصمة الفرنسية، والشاعر فريدون فرخزاد عام 1992 فی مدينة بون الألمانية.

يُذكر أن العقود الثلاثة الأولى للثورة الإسلامية الإيرانية، شهدت اغتيالات عديدة لعدد من الرموز الإيرانية المعارضة في مدن أوروبية، مما تسبب بتوترات مستمرة في العلاقات الإيرانية الأوروبية خلال تلك العقود وسط اتهامات لطهران ونفيها ذلك. ومن أشهر تلك العمليات، كانت عملية مطعم ميكونوس في مدينة برلين الألمانية في 17 سبتمبر/ أيلول 1992، حيث اغتيل فيها الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، صادق شرفكندي، وثلاثة من رفاقه. وتسببت العملية بتوتير العلاقات الإيرانية الألمانية فأصدرت محكمة ألمانية حكم جلب دولي لوزير الاستخبارات الإيراني آنذلك علي فلاحيان، بعد اتهامات وجهتها للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي والرئيس الإيراني آنذاك علي أكبر هاشمي رفسنجاني ووزير خارجيته علي أكبر ولايتي. وحينها وصف رفسنجاني، الحكم بأنه "فضيحة تاريخية" لألمانيا وذلك بعد استدعاء البلدين سفيريهما.

وبعدما أثارت المقابلة ضجة وردود فعل، أصدر مكتب العميد محسن رفيق دوست، بياناً قال فيه إنه خلال السنوات الأخيرة خضع لعملية جراحية في الدماغ و"قد يذكر بعض الأسماء والذكريات بالخطأ"، مشيراً إلى أن تصريحاته في المقابلة "لا يمكن الاستناد إليها حقوقياً وتاريخياً". إلى ذلك، أصدر القائد العام الأسبق للحرس الثوري الأمين السابق لمجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني محسن رضايي بياناً هو الآخر نفى فيه بـ"شدة" ما وصفه بأنه "المزاعم التي وردت حول اغتيال بعض الأفراد والتعاون مع جماعات انفصالية" أجنبية.

قراءة المقال بالكامل