رغم أن العدّ التنازلي لا يزال طويلاً لانطلاق كأس العالم 2030، الذي سيُقام بتنظيم مشترك بين إسبانيا والبرتغال والمغرب، إلا أن بوادر الجدل بدأت تطفو على السطح مبكراً، وتحديداً من مدينة سان سيباستيان الواقعة في إقليم الباسك، شمالي إسبانيا، فبدلاً من الاحتفاء بفرصة استضافة الحدث الكروي الأكبر في العالم، فقد اختارت جمعيات محلية التعبير عن قلقها ورفضها، وسط مخاوف من التأثيرات السلبية على الحياة اليومية وتزايد الضغط السياحي على المدينة.
ووفقاً للتفاصيل التي نشرتها صحيفة أبولا البرتغالية، فقد توجهت ست جمعيات تمثل سكان سان سيباستيان برسالة إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، تُطالب فيها بسحب المدينة من قائمة المدن المستضيفة لمباريات البطولة العالمية، بحيث جاءت هذه الخطوة بعد نحو ثلاثة أشهر فقط من إعلان اختيار سان سيباستيان ضمن 11 مدينة إسبانية ستستضيف مباريات المونديال المرتقب، وقد أشارت الرسالة، التي وقّعتها جمعيات من مناطق متفرقة في محيط المركز التاريخي للمدينة، إضافة إلى منصة تطالب بتقليص السياحة، إذ إن استضافة كأس العالم لن تكون نعمة على السكان بل عبئاً إضافياً بنظرهم، وجاء فيها أن "استضافة بطولة بهذا الحجم لن تؤدي سوى إلى تدهور ظروف المعيشة في مدينتنا، مع تفاقم ظاهرة السياحة المفرطة التي تعاني منها سان سيباستيان منذ سنوات".
وتضمّنت الرسالة انتقادات حادة لما سمته بـ"التأثيرات الكارثية" المحتملة، من تفاقم أزمة السكن، وزيادة تجارية الفضاء الحضري، إلى تطوير بنى تحتية غير مستدامة، فضلاً عن القيود الأمنية المشددة التي قد تقيّد الحياة اليومية، قبل أن تختتم الجمعيات رسالتها "لقد تسببت السياحة أصلاً في أضرار كبيرة داخل المدينة، وتأثيرها على الحياة اليومية بات لا يُطاق، لذلك نعتقد أن الوقت قد حان للسير في اتجاه تقليص النشاط السياحي، وليس تعزيزه من خلال فعاليات كبرى مثل كأس العالم".
وفي المقابل، عبّر رئيس بلدية سان سيباستيان، إنيكو غوياس، عن رفضه التام لمضمون الرسالة، وأوضح أنه لا يتفق مع تلك المطالب ولا يدعمها، وقال في هذا الشأن: "بصراحة، لا أتفق مع هذا الرأي، على العكس، يجب أن نفخر بقدرة مدينتنا على تنظيم فعاليات كبرى، لو كان القرار بيد هؤلاء، لما حظيت سان سيباستيان بأي حضور دولي"، مع الإشارة إلى أن ملعب أنويتا، معقل نادي ريال سوسيداد، من المقرر أن يحتضن بعض مباريات كأس العالم في حال تم الإبقاء على المدينة ضمن خطة التنظيم.
