عادت مشاكل الإصابات لتظهر في دوري كرة السلة الأميركية للمحترفين، إذ ضرب الحظ العاثر من جديد أحد أبرز نجوم البطولة، بعد تعرّض جناح نادي بوسطن سلتيكس، الأميركي جايسون تاتوم (27 عاماً)، لتمزق في وتر العرقوب، خلال مواجهة نيويورك نيكس، ضمن سلسلة الدور الثاني من الأدوار الإقصائية، في سيناريو مأساوي وضع حداً لمشاركته هذا الموسم، وقد يبعده أيضاً عن معظم فترات الموسم المقبل.
وكشفت صحيفة آس الإسبانية، الأربعاء، أن العملية الجراحية التي خضع لها جايسون تاتوم أكّدت حجم الضرر الذي لحق بوتر العرقوب، مشيرةً إلى أن فترة غيابه ستتراوح بين تسعة واثني عشر شهراً. ورغم التقدّم الكبير في تقنيات العلاج والتأهيل، التي باتت تعزّز فرص عودة اللاعبين إلى مستواهم السابق، تبقى إصابة وتر العرقوب من بين أخطر الإصابات في كرة السلة، ليس لطول مدة التعافي فحسب، بل أيضاً لما تخلّفه عادة من تأثير مباشر على قدرة اللاعب في القفز والانفجار العضلي، وهما عنصران أساسيان في الأداء على أرض الملعب.
ويُعتبر تاتوم أحد أبرز وجوه دوري كرة السلة الأميركية في السنوات الأخيرة، بعد أن قاد بوسطن لتحقيق لقب دوري السلة الأميركية للمحترفين عام 2024، وسبق له بلوغ نهائي المؤتمر ست مرات منذ التحاقه بالبطولة سنة 2017، كما يُعدّ كذلك من أكثر اللاعبين مشاركة في الدقائق وعدد الانتصارات في "البلاي أوف"، ما يطرح علامات استفهام حول تأثير الأحمال الزائدة في تسبّب هذه الإصابة، خصوصاً أنه يُعدّ سادس أصغر لاعب في تاريخ الدوري يتعرّض لتمزق العرقوب.
ولا يُعد هذا النوع من الإصابات غريباً على دوري السلة الأميركية للمحترفين، إذ تعرّض العديد من النجوم للمصير نفسه، خلال المواسم الأخيرة، أبرزهم الأميركي كيفن دورانت (36 عاماً)، الذي أصيب في نهائي 2019، لكنه عاد بقوة لاحقاً، والأميركي ديماركوس كازنز (34 عاماً)، الذي لم يستعد مستواه أبداً بعد إصابته في 2018، أما الحكاية الأشد وقعاً فتبقى تلك التي مرّ بها الأميركي كوبي براينت (41 عاماً) في 2013، حين سقط في لحظة مؤثرة، ليعود ويكمل موسمه الأخير في 2016، بعد ثلاث سنوات من المعاناة.
وجاء تزامن إصابة جيسون تاتوم مع سلسلة من الإصابات الأخرى، التي طاولت نجوماً، مثل الأميركيين: ستيفن كوري وليبرون جيمس، لتعيد النقاش حول ضرورة تخفيف وطأة جدول المباريات، خاصة أن الدراسات تشير إلى أن لاعبي الدوري الأميركي لكرة السلة يغطون الآن مساحة أكبر بنسبة 9% في الدقيقة الواحدة مقارنة بما قبل عقد من الزمن، وهو واقع يتطلّب مراجعة جادة لضمان صحة اللاعبين، حتى لا يتحوّل وتر العرقوب من كابوس صامت إلى وباء يهدّد مسيرة النجوم.
