أورتاغوس في بيروت وسلام يؤكد سعي لبنان لإنهاء احتلال الجنوب

منذ ١ أسبوع ٢٤

وصلت نائبة المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس إلى بيروت، بعد ظهر اليوم الجمعة، لبحث عدة ملفات مع المسؤولين اللبنانيين على رأسها المقترحات الأميركية للحلّ وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان وحمايته، فيما أكد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام سعي لبنان المستمر لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للجنوب بشكل كامل.

وبينما تبدأ أورتاغوس لقاءاتها، غداً السبت، كانت مصادر لبنانية رسمية قد قالت، لـ"العربي الجديد"، أمس الخميس، إنّ "هناك ملفات ستطرح على الطاولة، منها المقترحات الأميركية للحلّ وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وحمايته، وسيكون هناك أيضاً موقف لبناني بهذا الشأن، فهو لا يريد الحرب، وملتزم بالاتفاق، وثوابت لا تمكن الإزاحة عنها".

ومن المتوقع أن تنقل المبعوثة الأميركية، خليفة الوسيط عاموس هوكشتاين، رسالة واضحة إلى المسؤولين اللبنانيين حول سلاح حزب الله وضرورة التزام لبنان باتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، مع دعم ذرائع إسرائيل باستمرارها في تنفيذ هجمات على الأراضي اللبنانية، إلى جانب موضوع الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل والمواقع الخمسة التي لا تزال محتلة، والملف البري، وغيرها من القضايا. ولفتت المصادر إلى أنّ "لبنان سيطلب من أورتاغوس تعزيز عمل لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، وتكثيف الجهود الأميركية من أجل منع تدهور الوضع".

وفي زيارتها الأولى إلى بيروت، والأولى لها خارج الولايات المتحدة، في 7 فبراير/ شباط الماضي، أطلقت أورتاغوس سلسلة مواقف بعد لقائها الرئيس اللبناني جوزاف عون أثارت ضجة في الأوساط المحلية بقولها إننا "ممتنون لحليفتنا إسرائيل لهزم حزب الله. ولكن هذا بفضل الشعب اللبناني. والشكر إلى الرئيس عون ورئيس الوزراء نواف سلام، وكل شخص في هذه الحكومة ملتزم بإنهاء الفساد، وملتزم بالإصلاحات، وملتزم بالتأكد من أن حزب الله ليس جزءاً من هذه الحكومة بأي شكل من الأشكال، وأن يظل حزب الله منزوع السلاح ومهزوماً عسكرياً".

نواف سلام: نعمل على إنهاء احتلال جنوب لبنان

من جهته، أكد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، خلال استقباله وفداً من رؤساء بلديات القرى الجنوبية الحدودية، اليوم الجمعة، أنّ بلاده تواصل مساعيها لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للجنوب بشكل كامل. وأكد، في بيان، أصدره مكتبه الإعلامي، أنه يقف إلى جانب الأهالي في الحصول على الدعم اللازم من الحكومة اللبنانية لتثبيتهم في أراضيهم، وإعادة إعمار ما تهدّم من بيوتهم، من دون أي يلحق الغبن بأحد منهم.

واعتبر سلام أن استهداف مدينة صيدا، في جنوب لبنان، أو أي منطقة لبنانية أخرى "اعتداء صارخ على سيادة البلاد، وخرق واضح للقرار 1701، ولاتفاق الترتيبات الأمنية الخاصة بوقف الأعمال العدائية". واعتمد القرار 1701 في عام 2006 بالإجماع في الأمم المتحدة بهدف وقف الأعمال العدائية بين حزب الله وإسرائيل، ودعا مجلس الأمن إلى وقف دائم لإطلاق النار على أساس إنشاء منطقة عازلة.

وقال سلام: "مجدداً تستهدف إسرائيل ليل الآمنين، هذه المرة في عاصمة الجنوب"، وشدد على ضرورة ممارسة أقصى أنواع الضغوط على إسرائيل لإلزامها بوقف الاعتداءات المستمرة، التي تطاول مختلف المناطق، ولا سيما السكنية، واختتم حديثه بتأكيد ضرورة وقف كامل للعمليات العسكرية.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد شنّ غارة، فجر اليوم الجمعة، على شقة سكنية في مدينة صيدا ما أدى لاستشهاد ثلاثة أشخاص هم القيادي في حركة حماس حسن فرحات (أبو ياسر) وابنه وابنته. ونعت كتائب القسام لاحقاً القيادي فرحات (من بلدة البصة في قضاء عكا) وابنته جنان ونجله حمزة.

ومنذ بدء سريان اتفاق لوقف النار في لبنان في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ارتكبت إسرائيل 1384 خرقاً ما خلّف 117 شهيداً و366 جريحاً على الأقل، وفق إحصاء لوكالة الأناضول استناداً إلى بيانات رسمية. وبلغ عدد الشهداء في لبنان منذ بدء المواجهات بين الطرفين في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أكثر من أربعة آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.

قراءة المقال بالكامل