بدء محاكمة الممثل الفرنسي جيرار ديبارديو بتهمة الاعتداء الجنسي

منذ ١ يوم ١٠

يمثل الممثل الفرنسي جيرار ديبارديو، الذي يواجه سلسلة من الاتهامات بالاعتداء والاغتصاب، اليوم الاثنين، أمام المحكمة في باريس بتهمة التحرش الجنسي بامرأتين خلال تصوير فيلم عام 2021.

يُعد جيرار ديبارديو الشخصية الأبرز في صناعة السينما الفرنسية التي واجهت استجابة بطيئة لحركة "مي تو" #MeToo. تتعلق القضية المرفوعة أمام المحكمة الجنائية في باريس باتهامات بالاعتداء الجنسي أثناء تصوير فيلم Les Volets Verts  للمخرج جان بيكر عام 2021.

دعم من زملاء المهنة

أعربت الممثلة أنوك غرنبيرغ، التي شاركت في الفيلم، عن دعمها للمدعيتين – وهما عاملة ديكور ومساعدة مخرج، وكلاهما تتهمان ديبارديو بارتكاب عنف جنسي.

وأوضحت غرنبيرغ أن ديبارديو أدلى بـ"تعليقات بذيئة باستمرار" أثناء التصوير، وأكدت لوكالة فرانس برس أن المنتجين الذين استعانوا به كانوا على علم بأنهم "يستأجرون شخصاً متحرشاً".

تأجيل المحاكمة بسبب وضعه الصحي

كان من المقرر أن تعقد المحاكمة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لكنها تأجلت بسبب تدهور صحة الممثل. وأشار محاميه جيريمي أسوس إلى خضوع جيرار ديبارديو لجراحة قلبية رباعية وكذلك معاناته من مرض السكري، الذي تفاقم بسبب الضغط النفسي الناجم عن المحاكمة.

وأوضح المحامي أن ظهور ديبارديو في المحكمة سيكون محدوداً بست ساعات يومياً، مع فترات راحة كلما "احتاج إليها". وأضاف أن موكله "ينفي جميع الاتهامات بشكل كامل".

مزاعم بسلوك غير لائق

إحدى المدعيتين، وهي عاملة الديكور (54 عاماً)، أبلغت السلطات في فبراير/شباط العام الماضي بتعرضها لاعتداء جنسي وتحرش، وإهانات ذات طابع جنسي أثناء التصوير.

وفي تصريح لموقع ميديابارت الاستقصائي الفرنسي، أشارت إلى أن الممثل جيرار ديبارديو بدأ بالصراخ طالباً مروحة تبريد خلال التصوير لأنه "لم يكن قادراً على الانتصاب" بسبب الحرارة، وزعمت أنه تباهى بقدرته على "إيصال النساء للنشوة دون لمسهن"، وبعد نحو ساعة "أمسك بها بعنف"، وحاصرها بساقيه، ثم بدأ بملامسة خصرها وبطنها وصدرها.

وأضافت أن ديبارديو تلفظ بتعليقات فاحشة، قبل أن يتدخل حراسه الشخصيون لسحبه بعيداً، بينما كان يصرخ: "سنلتقي مجدداً، يا عزيزتي". وعلّقت محاميتها كارين دورييه-ديبولت قائلة: "موكلتي تأمل بأن تُعقد المحاكمة هذه المرة".

أما المدعية الثانية، وهي مساعدة مخرج (34 عاماً)، فتتهم الممثل أيضاً بالعنف الجنسي، وأشارت محاميتها كلود فنسنت إلى أن "ما تريده موكلتي هو أن تُجرى المحاكمة، لكنني قلقة بشأن كيفية تعامل دفاع السيد ديبارديو مع الضحايا في الجلسة".

شكاوى أخرى ضد جيرار ديبارديو

وُجهت إلى ديبارديو، البالغ من العمر 76 عاماً، والذي شارك في أكثر من 200 فيلم ومسلسل تلفزيوني، اتهامات بسوء السلوك الجنسي من قبل نحو 20 امرأة، لكن هذه هي المرة الأولى التي تُعرض فيها قضية ضده أمام القضاء. لأن عدة قضايا أُغلقت بسبب تقادمها.

وكانت الممثلة الفرنسية شارلوت أرنولد أول من رفعت شكوى جنائية ضد ديبارديو عام 2018، وفي أغسطس/آب الماضي، طلب مكتب المدعي العام في باريس محاكمته بتهمة الاغتصاب والاعتداء الجنسي، وهي تهم ينفيها باستمرار. وفي رسالة مفتوحة لصحيفة لو فيغارو، كتب ديبارديو: "لم أؤذِ أي امرأة أبداً، لا الآن ولا في أي وقت مضى".

جيرار ديبارديو ليس غريباً عن الفضائح، فقد تصدر عناوين الأخبار بسبب مشاجراته، وقيادته تحت تأثير الكحول، وحتى تبوله في ممر طائرة.

وفي عام 2023، عرض التلفزيون الفرنسي فيلماً وثائقياً بعنوان "سقوط الغول"، ظهر فيه ديبارديو خلال رحلة إلى كوريا الشمالية عام 2018 وهو يطلق تعليقات جنسية صريحة أمام مترجمة، ويبدو وكأنه يتحرش لفظيا بطفلة صغيرة أثناء ركوبها الحصان.

(فرانس برس، العربي الجديد)

قراءة المقال بالكامل