تستمرّ عودة أهالي جنوب لبنان إلى قراهم الحدودية لليوم الثالث على التوالي، على الرغم من تمديد مهلة وقف إطلاق النار حتى 18 فبراير/ شباط المقبل، متحدّين كل المخاطر التي لا تزال تهدّد حياتهم، في ظلّ عدم انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي بالكامل، ومواصلته ترهيب وتهديد العائدين وإطلاق الرصاص نحوهم.
وأشار مصدر في الجيش اللبناني لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "البلدات التي لا تزال محتلة هي اللبونة، بليدا، محيبيب، مركبا، كفركلا، العديسة، رب ثلاثين، طلوسة، تلة الحمامص، سردا، الوزاني، العباسية، المجيدية، بسطرة، السدانة، وبركة النقار". وتبعاً لبيانات وزارة الصحة اللبنانية الصادرة يومي الأحد والاثنين، فإنّ الاعتداءات الإسرائيلية أسفرت في محصلة غير نهائية عن استشهاد 26 شخصاً، بينهم عسكري في الجيش اللبناني، وجرح 160 شخصاً، بينهم نساء وأطفال، وذلك خلال محاولة المواطنين الدخول إلى بلداتهم التي لا تزال محتلة.
وعلى وقع حالة الامتعاض السياسي والشعبي، خصوصاً من أهالي الجنوب الرافضين تأخير العودة وتمديد مهلة الستين يوماً التي أعلنت عنها الحكومة اللبنانية منتصف ليل الأحد – الاثنين، أوضح رئيس البرلمان نبيه بري، أمس الاثنين، أنّه "تعليقاً على تصريح رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بعد لقائه الوفد الأميركي، بأنه تشاور معنا حول إعطاء مهلة إلى 18 فبراير مقابل الضغط لوقف الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية، فإن الحقيقة أنني اشترطت وقفاً فورياً لإطلاق النار والخروقات، وتدمير المنازل، وغيرها، بالإضافة للتعهد بموضوع الأسرى".
من جهته، قال الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم أمس الاثنين "نحن أمام احتلال يعتدي ويرفض الانسحاب، والمقاومة لها الحق بأن تتصرّف بما تراه مناسباً حول شكل وطبيعة المواجهة وتوقيتها. هذه رسالتنا للجميع فليفهموا ما يريدون"، مضيفاً "على إسرائيل أن تنسحب بسبب مرور الستين يوماً، ولا نقبل بأي مبرر لتمديد لحظة واحدة، ويوم واحد، ولا بتمديد المهلة"، مشدداً على أن "أي تداعيات تترتب على التأخير في الانسحاب تتحمّل مسؤوليته الأمم المتحدة وأميركا وفرنسا والكيان الإسرائيلي".
كل التطورات في جنوب لبنان يتابعها "العربي الجديد" أولاً بأول:
