منظمة الصحة العالمية تحذر من انتشار فيروس ماربورغ في تنزانيا

منذ ١ شهر ٤٣

حذرت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، من تفشي فيروس ماربورغ في تنزانيا والدول المجاورة له، مشيرة إلى أن خطر التفشي "مرتفع". ويأتي هذا التحذير بعد أقلّ من شهر من إعلان المنظمة عن تفشّي الفيروس لمدة ثلاثة أشهر في رواندا المجاورة، ما أسفر عن وفاة 15 شخصا. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في منشور على منصة إكس: "نحن على علم بتسع حالات حتى الآن، بينها ثماني وفيات. نتوقّع المزيد من الحالات في الأيام المقبلة عندما ستتحسّن مراقبة المرض"، مضيفا أنّ "منظمة الصحة العالمية عرضت مساعدتها الكاملة لحكومة تنزانيا والمجتمعات المتضرّرة".

ويسبّب فيروس ماربورغ حمّى نزفية شديدة العدوى. وينتقل الفيروس إلى البشر من خفافيش الفاكهة، وهو ينتمي إلى عائلة فيروسات إيبولا نفسها. ويمكن أن يصل معدّل وفيات المصابين بالمرض إلى ما يقرب من 90%، وغالبا ما تكون حمّى ماربورغ مصحوبة بنزيف وفشل في الأعضاء. وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإنّ منطقة كاغيرا شهدت أول تفشّ لفيروس ماربورغ في آذار/مارس 2023، وقد استمرّت الفاشية يومها لمدة شهرين تقريبا، أصيب خلالها بالفيروس تسعة أشخاص توفي ستّة منهم. وأشارت المنظمة في بيان إلى أنّ "الخزّانات الحيوانية المنشأ، مثل خفافيش الفاكهة، لا تزال متوطّنة في المنطقة".

فيروس ماربورغ يتسبب بحمّى نزفية

وتقول منظمة الصحة العالمية إنّ مرض فيروس ماربورغ يتسبب بـ"حمّى نزفية فيروسية وخيمة لدى البشر، من أعراضها الحمى والصداع وآلام الظهر وآلام العضلات وآلام البطن والقيء والارتباك والإسهال، وكذلك النزيف في المراحل المتأخرة جدا"، وتحذّر من أنّه "على الرغم من ندرة مرض فيروس ماربورغ، لكنّه لا يزال يشكل تهديدا خطرا على الصحة العامّة بسبب ارتفاع معدل الوفيات وعدم وجود علاج أو لقاح فعّال مضادّ للفيروسات".

وفي بيانها، أوضحت المنظمة التابعة للأمم المتحدة أنّ سبب تقييمها خطر تفشّي الفيروس في تنزانيا على المستوى الوطني بـ"المرتفع" مردّه إلى العديد من العوامل المقلقة. ومن أبرز هذه العوامل أنّ معدّل الوفيات المعروفة مرتفع ويبلغ 89% و"مصدر تفشّي المرض غير معروف حاليا"، والحالات المبلغ عنها موزّعة على منطقتين، ما يشير إلى "انتشار جغرافي" للمرض. ولفتت المنظمة إلى أنّ "التأخّر في اكتشاف الحالات وعزلها، إلى جانب تتبّع المخالطين المستمر"، يشير إلى عدم وجود "معلومات كاملة" عن تفشّي المرض. 

أما عن تقييمها خطر تفشّي الفيروس في المنطقة بالمرتفع أيضا، فأوضحت المنظمة أن السبب هو "الموقع الاستراتيجي لكاغيرا بصفته مركز عبور مع حركة حدودية كبيرة للسكان إلى رواندا وأوغندا وبوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية"، لافتة إلى أنّ بعض الحالات المشتبه بها سُجّلت في مناطق قريبة من الحدود الدولية، وهو "ما يسلّط الضوء على إمكانية انتشار المرض إلى البلدان المجاورة".

وفي منشوره على إكس، قال تيدروس: "نوصي الدول المجاورة بأن تكون في حالة تأهب واستعداد لإدارة الحالات المحتملة. في الوقت الراهن لا نوصي بفرض قيود على السفر أو التجارة مع تنزانيا". وفي بيانها، طمأنت المنظمة إلى أنّ فيروس ماربورغ لا ينتشر بسهولة، وانتقاله يتطلّب عادة ملامسة سوائل الجسم لمريض يعاني من أعراض واضحة. أما عن إمكانية تفشّي الفيروس عالميا، فقالت المنظّمة إنّ هذا الخطر "منخفض"، إذ ليس هناك من تأكيد على انتشاره عالميا في هذه المرحلة، لكنّها شدّدت على الحاجة إلى تعزيز المراقبة.

(فرانس برس)

قراءة المقال بالكامل