80 ألف مصلٍ في المسجد الأقصى رغم قيود الاحتلال

منذ ١٢ ساعات ١٥

واصل الفلسطينيون كفاحهم للوصول إلى المسجد الأقصى في الجمعة الثالثة من شهر رمضان متحدين قيود الاحتلال الإسرائيلي المشدّدة التي تُعيق وصولهم إلى المسجد وسط الأمطار والبرد، وتمكن نحو 80 ألف فلسطيني من أداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، وفق ما أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، وسط انتشار لقوات الاحتلال في أزقة البلدة القديمة في القدس، وعرقلة وصول الأهالي إلى المسجد.

وفي رسالة تحدٍ للاحتلال، أدى الأهالي بعد صلاة الجمعة صلاةَ الغائب على أرواح شهداء غزة داخل الأقصى، ونكلت قوات الاحتلال بالمرابطين المبعدين عن المسجد الأقصى ومنعتهم من التواجد في محيطه تزامناً مع صلاة الجمعة، كما منعتهم حتى من التواجد في مقبرة قرب المسجد لحرمانهم من سماع خطبة الجمعة وأداء الصلاة مع مَن هم داخله. وتأتي الجمعة الثالثة من رمضان في ظل فرض الاحتلال قيوداً مشدّدة على بوابات المسجد الأقصى، والتدقيق في هويات الشبان على مداخل البلدة القديمة وأبواب المسجد، ومنع عدد منهم من الدخول. وبموازاة ذلك عزز جيش الاحتلال من تواجده على حاجزَي قلنديا العسكري شمال القدس، وحاجز "300" الفاصل بين مدينتَي بيت لحم والقدس.

ورصد "العربي الجديد" على حاجز قلنديا العديد من الشهادات لمسنين حُرموا من الوصول إلى الأقصى رغم وصولهم منذ ساعات الصباح الباكر إلى الحاجز مُتحدّين الظروف الجوية والأمطار. وكان بعض هؤلاء المسنين حصلوا على تصريح مسبق للدخول إلى مدينة القدس، عبر الآلية التي أعلنها الاحتلال، ورغم ذلك منعهم الجنود من المرور.

وكان الاحتلال أعلن للعام الثاني على التوالي شروطاً وتقييدات جديدة على الدخول إلى القدس والصلاة في الأقصى لأهالي الضفة، ومنها ألّا يكون عمر المتقدم للتصريح أقل من 55 عاماً للرجال، و50 عاماً للنساء، والحصول المسبق على بطاقة خاصة تسمى البطاقة الممغنطة، ومن ثم التقدم لتصريح عبر تطبيق على الهواتف الذكية يدعى تطبيق "المنسق"، ويتبع إحدى إدارات جيش الاحتلال.

وقال علي حمادة (71 عاماً) وهو قادم من مخيّم بلاطة لـ"العربي الجديد" إنه تقدم بطلب على التطبيق المخصص، وحصل على الموافقة منذ يومين، ولكنه فوجئ عند وصوله إلى الحاجز برفض الجنود إدخاله والطلب منه العودة من حيث أتى، وأكد حمادة أنه كان تمكن الأسبوع الماضي من الدخول وتأدية الصلاة في الأقصى، وأضاف: "جئت من آخر الدنيا منذ الصباح، من نابلس، ولا أعلم سبب منعي، قدمت في المطر والشتاء لأننا متشوقون للصلاة في الأقصى، ورغم ذلك منعت".

ومن بين من التقاهم "العربي الجديد"، كان بعض المسنين الذين لم يستخرجوا التصريح، لكنهم اعتقدوا أن سنهم المتقدم سيشفع لهم ويسمح لهم جنود الاحتلال بالمرور، ولكن ذلك لم يحصل ومُنعوا من المرور، وقال رفعت عبد الغني (83 عاماً) من دير شرف غرب نابلس، إنه سمع بأن الاحتلال يسمح لكبار السن بالمرور ولم يكن يعلم بشرط الحصول على تصريح مسبق، وأضاف أنه لم يفلح بالمرور، مستنكراً القرارات التي يستحدثها الاحتلال لحرمان الفلسطينيين من الصلاة في الأقصى.

وبالإضافة للمعوِّقات والتشديد الأمني، إلا أن التطبيق الذي يطالب الاحتلال بالحصول على "التصريح" عبره يعاني من مشاكل تقنية حرمت العديدين من الحصول على التصريح، مثل ما حصل مع الفلسطينية تحرير أبو طبيخ، من بيتونيا غرب رام الله، التي أكدت لـ"العربي الجديد" أنها تملك ما تسمى البطاقة الممغنطة، لكنها على مدار ثلاثة أسابيع لم تتمكن من الدخول إلى التطبيق المخصص، وقالت إنها "كانت تتأمل الوصول إلى المسجد الأقصى، لكنها حرمت للأسبوع الثالث على التوالي من ذلك".

وقامت قوات الاحتلال، صباح الجمعة، بوضع مكعبات إسمنتية بجوار حاجز قلنديا بهدف منع الفلسطينيين من الوقوف في أماكن محددة في محيط الحاجز، بينما نفذ الجنود عمليات مضايقة لعدد من الصحافيين، واحتجزت الصحافي هادي صبارنة واقتادته إلى جانب أحد الأبراج العسكرية قبل أن تُفرج عنه لاحقاً، كما اعتقلت قوات الاحتلال أحد الشبان، بينما قامت بإيقاف وفحص الأوراق الثبوتية لآخرين لمجرّد وجودهم قرب الحاجز.

قراءة المقال بالكامل